للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فنادى: أيها الناس، إنّ هذه مكيدة، فالزَموا الأرض حتَّى يتبيَّن لكم الأمرُ، ففعلوا وبقي شبيب في عسكرهم، فلزم الأرض حيث رآهم قد سكنوا وقد أصابتُه ضربةُ عمود أوهنتْه، فلمَّا أن هدأ الناسُ ورجعوا إلى أبنيتهم خرج في غِمارهم حتَّى أتى التلعة، فإذا هو بحَيَّان، فقال: أفرغ يا حيَّان على رأسي من الماء، فلمَّا مدّ رأسه ليصبّ عليه من الماء همّ حيَّان أن يَضرِب عنقه، فقال لنفسه: لا أجد لي مكرُمةً ولا ذِكرًا أرفعَ مِن قتلي هذا، وهو أماني عند الحجَّاج، فاستقبلتْه الرّعدْة حيثُ هَمّ بما هَمَّ به، فلمَّا أبطأ بِحَل الإداوة قال: ما يُبطئك بحَلّها! فتناوَل السِّكين من مَوْزَجِه فخرَقها به، ثمّ ناولَها إياه، فأفرَغ عليه من الماء، فقال حيان: منعَني واللهِ الجُبْن وما أخَذَني من الرّعدة، أن أضرِب عُنقه بعد ما هممتُ به، ثمّ لَحِق شبيب بأصحابه في عسكره (١). (٦/ ٢٨٣ - ٢٨٤).

خروح مطرّف بن المغيرة على الحجَّاج وعبد الملك

قال أبو جعفر: وفي هذه السنة خرج مُطَرّف بن المغيرة بن شُعْبة على الحجَّاج، وخلع عبد الملك بن مروان ولحق بالجبال فقُتل.

* ذكر السبب الذي كان عند خروجه وخلعِه عبد الملك بن مروان:

قال هشامٌ عن أبي مخنَف، قال: حدّثني يوسفُ بنُ يزيدَ بن بكر الأزْدي أنّ بني المغيرة بن شعبة كانوا صلَحاء نُبَلاء، أشرافًا بأبدانهِم سوى شَرف أبيهم ومنزلتِهم في قومهم، قال: فلمّا قدم الحجاج فلقوه وشافهَهم عَلِم أنَّهم رجال قومه وبنو أبيه، فاستعمل عُروةَ بنَ المغيرة على الكوفة، ومطرِّفَ بن المغيرة على المدائن وحمزة بن المغيرة على هَمَدان (٢). (٦/ ٢٨٤).

قال أبو مخنَف: فحدّثني الحُصَين بن يزيدبن عبدالله بن سعدبن نُفَيلٍ الأزْديّ، قال: قَدِم علينا مطرّف بنُ المغيرة بنِ شُعْبة المدائن فصعِد المنبرَ فَحمِد الله وأثَنى عليه ثمّ قال: أيّها الناس، إن الأمير الحجَّاجَ أصلحه الله قد ولّاني عليكم، وأمَرَني بالحُكْم بالحق، والعدل في السيرة، فإن عملتُ بما أمَرني به


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>