للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو قريبًا منه، ثم غزا نجدًا يريد غَطَفان؛ وهي غزوة ذي أمَر، فأقام بنجد صَفَرًا كلَّه أو قريبًا من ذلك. ثم رجع إلى المدينة ولم يلقَ كيدًا، فلبث بها شهر ربيع الأوَّل كلَّه إلَّا قليلًا منه.

ثم غزا يريد قريشًا وبني سُلَيم، حتى بلغ بَحْران (مَعْدِنًا بالحجاز من ناحية الفُرُع) فأقام بها شهر ربيع الآخر وجمادى الأولى، ثم رجع إلى المدينة ولم يلقَ كيدًا (١). (٢: ٤٨٧).

خبر كَعب بن الأشْرف

١٦٤ - قال أبو جعفر: وفي هذه السنة سَرَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - سريّة إلى كعب بن الأشرف؛ فزعم الواقديّ أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وجَّه مَنْ وجَّه إليه في شهر ربيع الأوّل من هذه السنة.

وحدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة، عن ابن إسحاق، قال: كان من حديث ابنِ الأشرف أنَّه لمَّا أصيب أصحاب بدر؛ وَقَدِمَ زيد بن حارثة إلى أهل السَّافلة وعبد الله بن رواحة إلى أهل العالية بَشِيرَين، بعثهما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مَن بالمدينة من المسلمين بفتح الله عزّ وجلّ عليه وقتْل مَنْ قُتِل من المشركين (٢). (٢: ٤٨٧).

١٦٥ - قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه، فوثب مُحيِّصَةُ بن مسعود على ابن سُنَينة - رجل من تجار يهود كان يلابسهم ويبايعهم - فقتله وكان حُوَيّصة بن مسعود إذ ذاك لم يُسْلِمْ، وكان أسَنَّ من محيّصة- فلما قتله جعل حويّصة يضربه ويقول: أي عدوّ الله! قتلته! أما والله لرُبَّ شَحْم في بطنك من ماله! قال محيّصة: فقلت له: والله لو أمرني بقتلك مَنْ أمرني بقتله لضربت عنقك. قال: فوالله إنْ كان لأوّل إسلام حويّصة، وقال: لو أمرك محمد بقتلي لقتلتني؟ ! قال: نعم والله، لو أمرني بقتلك لضربت عنقك. قال: والله إن دينًا بلغ بك هذا لَعَجب! فأسلم حُوَيّصة.


(١) إسناده إلى ابن إسحاق ضعيف وقد ذكره ابن إسحاق تعليقًا.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>