للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَعداهُ جودُ أَبيه ... يحيى وجودُ جُدوده

فجادَ مُوسَى بن يحيى ... بطارفٍ وتَليدِه

وَنالَ موسى ذرا المجـ ... دِ وَهوَ حَشوُ مُهُودِه

خصصْتُهُ بمَديحي ... مَنثورِهِ وقَصيدِهْ

مِنَ البرامك عودٌ ... له فأَكرِمْ بِعُودِهْ

حووْا على الشعر طُرًّا ... خفيفِهِ ومَديدِهْ

وفيها عزل الرشيد الغطريف بن عطاء عن خُراسان، وولّاها حمزة بن مالك بن الهيثم الخُزاعيّ، وكان حمزة يلقب بالعروس.

* * *

وفيها ولّى الرشيد جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك مصر، فولّاها عمر بن مِهران.

ذكر الخبر عن سبب تولية الرشيد جعفرًا مصر وتولية جعفر عمر بن مهران إياها (١)

ذكر محمد بن عمر أنّ أحمد بن مهران حدّثه أنّ الرّشيد بلغه أن موسى بن عيسى عازم على الخلْع - وكان على مصر - فقال: والله لا أعزله إلا بأخسّ مَنْ على بابي. انظروا لي رجلًا، فذكر عمر بن مِهْران - وكان إذ ذاك يكتب للخيزران، ولم يكتب لغيرها، وكان رجلًا أحوَل مشوَّه الوجه، وكان لباسه لباسًا خسيسًا، أرفعُ ثيابه طيلسانُه، وكانت قيمته ثلاثين درهمًا، وكان يشمِّر ثيابه ويقصّر أكمامه، ويركب بغلًا وعليه رَسَنٌ ولجام حديد، ويُردف غلامه خلفه - فدعا به، فولّاه مصر، خراجَها وضياعَها وحَرْبَها. فقال: يا أمير المؤمنين أتولّاها على شريطة، قال: وما هي؟ قال: يكون إذني إليّ، إذا أصلحتُ البلاد انصرفتُ. فجعل ذلك له، فمضى إلى مصر، واتصلت ولاية عمر بن مهران بموسى بن عيسى، فكان يتوقع قدومه، فدخل عمر بن مهران


(١) انظر تعليقنا (٨/ ٢٥٤/ ١).

<<  <  ج: ص:  >  >>