للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فخرج عبدُ الرحمن، فلقيَ ابنَ مسعود، فقال: أبا محمّد، غيرُ ما يُعلم؟ قال: لا. قال: فما أصنع؟ قال: اعمل أنت بما تعلم؛ فقال ابن مسعود: الخلاف شرّ؛ قد بلغني: أنه صلّى أربعًا فصلّيت بأصحابي أربعًا، فقال عبد الرحمن بن عوف: قد بلغني أنه صلّى أربعًا، فصلّيت بأصحابي ركعتين، وأما الآن فسوف يكون الذي تقول - يعني: نصلّي معه أربعًا (١). (٤: ٢٦٨).

[ثم دخلت سنة ثلاثين]

وأما سيف بن عمر؛ فإنه ذكر: أن إصْبَهْبَذها صالح سويد بن مقرّن على ألّا يغزوَها على مال بذله له. قد مضى ذكري الخبر عن ذلك قبلُ في أيام عمر - رضي الله عنه - (٢). (٤: ٢٦٩).

ذكر الخبر عنه عن غزو سعيد بن العاص طَبَرِستان

٧٠٣ - حدّثني عمر بن شَبّة، قال: حدّثني عليّ بن محمد عن عليّ بن مجاهد، عن حنَش بن مالك، قال: غزا سعيد بن العاص من الكوفة سنة ثلاثين يريد خُراسان، ومعه حُذَيفة بن اليمان وناسٌ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومعه الحسن، والحسين، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير، وخرج عبد الله بن عامر من البصرة يريد خُراسان، فسبق سعيدًا ونزلَ أبْرَشَهر، وبلغ نزول أبْرَشَهر سعيدًا. فنزل سعيد قومِسَ؛ وهي صلْح، صالحهم حذيفة بعد نهاوند؛ فأتى جُرجان، فصالحوه على مئتي ألف، ثم أتى طَميسة، وهي كلها من طَبَرِسنان جُرجان، وهي مدينة على ساحل البحر، وهي في تُخوم جُرجان، فقاتَله أهلها حتى صلّى صلاة الخوف، فقال لحذيفة: كيف صلّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فأخبره، فصلّى بها سعيد صلاة الخوف، وهم يقتتلون، وضرب يومئذ سعيد رجلًا من المشركين على حبل عاتقه، فخرج السّيْف من تحت مِرْفقه؛ وحاصرهم، فسألوا الأمان؛ فأعطاهم على ألّا يقتل منهم رجلًا واحدًا، ففتحوا الحصن، فقتلهم جميعًا إلا رجلًا


(١) في إسناده الواقدي وهو متروك.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>