قلنا: وصعب بن زيد هذا قال فيه أبو حاتم: مجهول. [الجرح والتعديل (٤/ ٤٥٠)]. ولكن أصل الروايتين في بيعة أهل البصرة ليزيد (كما في رواية الطبري والبلاذري) جاءت في رواية أخرى عند البلاذري قال: حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا وهب بن جرير، حدثنا غسان بن مضر، عن سعيد بن يزيد قال: بايعوا عبيد الله بن زياد ثم قالوا: أخرج لنا إخواننا، وكانت السجون مملوءة من الخوارج، فقال: لا تفعلوا فإنهم يفسدون عليكم، فقالوا: لا بد من إخراجهم، فجعلوا يخرجون ويبايعونه فما تتامّ آخرهم حتى جعلوا يغلظون له. [أنساب الأشراف (٤/ ٤١٩ / ١٠٧٣)]. قلنا: ورجال هذا الإسناد ثقات ومنهم من هو من رجال الصحيح. والله تعالى أعلم.
تدهور الأوضاع في معظم الأمصار بعد وفاة يزيد بن معاوية سنة ٦٤ هـ الذي يقرأ تاريخ المدة التي تلت وفاة يزيد يتبين له حجم الاضطرابات ومدى هيجان الناس واضطراب أمورهم وتدهور أحوالهم. ولقد أخرج الطبري روايات عدة تصف حال الناس في تلك الأيام وأكثرها في قسم الضعيف، ونحاول هنا في قسم الصحيح أن نذكر ما صحَّ سنده وبعضًا من الضعيف الذي هو أخف ضعفًا.