للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(الأصح من بين عدة روايات ضعيفة)]

قال أبو عبيدة: فسمعتُ غيلانَ بن محمد يحدّث عن عثمان البَتّي، قال: حدّثني عبد الرحمن بن جَوْشن، قال: تبعتُ جنازةً فلما كان في سوق الإبل إذا رجلٌ على فرس شهباء متقنّعٌ بسلاح وفي يده لواء، وهو يقول: أيها الناس، هلموا إليّ أدعُكم إلى ما لم يدعُكم إليه أحد، أدعوكم إلى العائذ بالحرم، -يعني عبدَ الله بن الزبير. قال: فتجمّع إليه نُوَيس، فجعلوا يصفِّقون على يديه، ومضينا حتى صلينا على الجنازة، فلمّا رجعنا إذا هو قد انضمّ إليه أكثرُ من الأوّلين، ثم أخذ بين دار قيس بن الهيثم بن أسماء بن الصّلت السلميّ ودار الحارثيّين قِبَلَ بني تميم في الطريق الذي يأخذ عليهم، فقال: ألا مَن أرادني فأنا سَلمَة بن ذُؤيب- وهو سلمَة بن ذُؤيب بن عبد الله بن محكم بن زيد بن رياح بن يربوع بن حنظلة-


= بك، ثم خرجوا فجعلوا يمسحون أيديهم بجدار دار الإمارة ويقولون: هذه بيعة ابن مرجانة واجترأ الناس عليه حتى جعلوا يأخذون دوابه من مربطه. [أنساب الأشراف (٤/ ٤١٩ / ١٠٧٤)].
قلنا: وصعب بن زيد هذا قال فيه أبو حاتم: مجهول. [الجرح والتعديل (٤/ ٤٥٠)]. ولكن أصل الروايتين في بيعة أهل البصرة ليزيد (كما في رواية الطبري والبلاذري) جاءت في رواية أخرى عند البلاذري قال: حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا وهب بن جرير، حدثنا غسان بن مضر، عن سعيد بن يزيد قال: بايعوا عبيد الله بن زياد ثم قالوا: أخرج لنا إخواننا، وكانت السجون مملوءة من الخوارج، فقال: لا تفعلوا فإنهم يفسدون عليكم، فقالوا: لا بد من إخراجهم، فجعلوا يخرجون ويبايعونه فما تتامّ آخرهم حتى جعلوا يغلظون له. [أنساب الأشراف (٤/ ٤١٩ / ١٠٧٣)].
قلنا: ورجال هذا الإسناد ثقات ومنهم من هو من رجال الصحيح. والله تعالى أعلم.

تدهور الأوضاع في معظم الأمصار بعد وفاة يزيد بن معاوية سنة ٦٤ هـ
الذي يقرأ تاريخ المدة التي تلت وفاة يزيد يتبين له حجم الاضطرابات ومدى هيجان الناس واضطراب أمورهم وتدهور أحوالهم.
ولقد أخرج الطبري روايات عدة تصف حال الناس في تلك الأيام وأكثرها في قسم الضعيف، ونحاول هنا في قسم الصحيح أن نذكر ما صحَّ سنده وبعضًا من الضعيف الذي هو أخف ضعفًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>