للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأشياء لو سمعتَها؛ لم تُفارِقْهما عليها حتى تقتلهما، أو توبِقهما، فلا تفارقْهما من حبسِك أبدًا، فقلت: إنّي مستشيرك فيهما، فماذا تأمرني به؟ قال: فإنّي آمرك أن تدعوَ بهما، فتضربَ رِقابهما. فعلمت: أنه لَا ورعٌ ولا عاقل، فقلت: واللهِ ما أظنّك وَرِعًا ولا عاقِلًا نافعًا، واللهِ لقد كان ينبغي لك لو أردت قتلَهم أن تقول: اتّق اللهِ، لِم تستحلّ قتلَهم ولم يقتلوا أحدًا، ولم ينابذوك، ولم يخرجوا من طاعتك (١)! (٥: ١٣١/ ١٣٢).

واختُلف في عامله على خُراسان فقيل: كان خليد بن قرّة اليربوعيّ، وقيل: كان ابن أبزَى؛ وأما الشأم ومصرَ فإنه كان بهما معاوية وعمّاله (٢). (٥: ١٣٢).

[ثم دخلت سنة تسع وثلاثين ذكر ما كان فيها من الأحداث]

فممّا كان فيها من الأحداث المذكورة:

تفريق معاوية جيوشه في أطراف عليّ

١١٩٤ - فوجّه النعمانَ بن بشير - فيما ذكر علي بن محمد بن عوانة - في ألفي رجل إلى عين التّمْر، وبها مالك بن كعب مَسلَحةً لعليّ في ألف رجل، فأذن لهم، فأتَوا الكوفة، وأتاه النعمان، ولم يبق معه إلّا مئة رجل، فكتب مالًا إلى عليّ يخبرُه بأمرِ النعمان ومن معه، فخطب عليّ النَّاس، وأمَرَهم بالخُروج، فتثاقلُوا، وواقع مالك النعمان، والنّعمان في ألفيْ رجل ومالك في مئة رجل، وأمر مالك أصحابَه أن يجعلوا جَدْرَ القرية في ظهورهم، واقتتلوا وكتب إلى مخْنف بن سُلَيْم يسأله أن يُمدّه وهو قريب منه، فقاتلهم مالك بن كعب في العصابة التي معه كأشدّ القتال، ووجّه إليه مخنَف ابنَه عبد الرحمن في خمسين رجلًا، فانتهوْا إلى مالك وأصحابه، وقد كسروا جفونَ سيوفهم، واستقتَلوا،


(١) إسناده تالف.
(٢) وقال خليفة بن خياط: (خراسان) وجّه إليها عون بن جعدة المخزومي فردّوه فبعث خليد بن قرة التميمي (تأريخ خليفة/ ١٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>