للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ولاية أشرس بن عبد الله على خراسان]

وفي هذه السنة استعمل هشام بن عبد الملك على خراسان أشرس بن عبد الله السُّلميّ، فذكر عليّ بن محمد، عن أبي الذيّال العدويّ ومحمد بن حمزة، عن طرخان ومحمد بن الصلت الثقفيّ أن هشام بن عبد الملك عزل أسد بن عبد الله عن خراسان، واستعمل أشرس بن عبد الله السُّلميّ عليها، وأمره أن يكاتب خالد بن عبد الله القسريّ - وكان أشرس فاضلًا خيّرًا، وكانوا يسمونه الكامل لفضله عندهم - فسار إلى خُراسان، فلما قدمها فرحوا بقدومه، فاستعمل على شُرطته عميرة أبا أمية اليشكريّ ثم عزله وولّى السمط، واستقضى على مرْو أبا المبارك الكنديّ. فلم يكن له علم بالقضاء، فاستشار مقاتل بن حيَّان، فأشار عليه مقاتل بمحمد بن زيد فاستقضاه، فلم يزل قاضيًا حتى عزل أشرس (١).

وحجّ في هذه السنة إبراهيم بن هشام كذلك حدثني أحمد بن نابت عمن ذكره عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر وكذلك قال الواقدي وغيره (٢).

وكان العامل في هذه السنة على المدينة ومكة والطائف إبراهيم بن هشام وعلى البصرة والكوفة خالد بن عبد الله وعلى الصلاة بالبصرة أبان بن ضبارة اليزني وعلى شرطتها بلال بن أبي بردة وعلى قضائها ثمامة بن عبد الله الأنصاري من قبل خالد بن عبد الله وعلى خراسان أشرس بن عبد الله (٣).

[ثم دخلت سنة عشر ومئة ذكر ما كان فيها من الأحداث]

فمما كان فيها من ذلك غزوة مسلمة بن عبد الملك التّرك؛ سار إليهم نحو باب اللّان حتى لقيَ خاقان في جموعه، فاقتتلوا قريبًا من شهر، وأصابهم مطر


(١) أما المدائني فصدوق وكذلك أبو الذيال العدوي - وقال خليفة ثم عزله هشام (أي عزل أسدًا) سنة ثمان ومئة وولّى أشرس بن عبد الله السلمي ثم عزله سنة ثلاث عشرة ومئة (تأريخ خليفة / ٢٣٣) وذكر ابن الجوزي تولية الأشرس ضمن أحداث سنة ١٠٩ - (المنتظم ٧/ ١٣١).
(٢) وكذلك قال خليفة (تأريخ خليفة / ٢١٩) وابن كثير (البداية والنهاية ٧/ ١٩٠).
(٣) انظر قوائم الولاة في نهاية عهد الخليفة هشام.

<<  <  ج: ص:  >  >>