للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالرّيّ الحسين بن عمرو الضرانيّ، وقفد عمر بن عبد العزيز بن أبي دُلف أصبهان ونَهاوَند والكَرَج، وتعجّل للانصراف من أجل غلاء السعر وقلة الميرة، فوافىَ بغداد يوم الأربعاء لثلاث خلوْن من شهر رمضان (١).

وفيها استأمن الحسن بن عليّ كوره عامل رافع على الريّ إلى عليّ بن المعتضد في زُهاء ألف رجل، فوجّهه إلى أبيه المعتضد.

وفيها دخل الأعراب سامُرّا فأسَرُوا ابن سيما أنف في ذي القعدة منها وانتهبوا.

* * *

[ذكر خبر الوقعة بين الأكراد والأعراب] (٢)

ولست ليال بقين من ذي القعدة خرج المعتضد الخرجة الثانية إلى الموْصِل عامدًا لحمدان بن حمدون؛ وذلك أنه بلغه أنه مايل هارون الشاري الوزاقيّ، ودعا له فورد كتاب المعتضد من كَرْخَ جُدّان على نَجاح الحُرَميّ الخادم بالوقْعة بينه وبين الأعراب والأكراد؛ وكانت يوم الجمعة سَلْخ ذي القعدة:

بسم الله الرحمن الرحيم

كتابي هذا وقت العتَمة ليلة الجمعة، وقد نصر الله - وله الحمد - على الأكراد والأعراب، وأظفرَنا بعالم منهم وبعيالاتهم؛ ولقد رأيتنا ونحن نسوق البقر والغنم كما كنا نسوقها عامًا أولًا، ولم تزل الأسنّة والسيوف تأخذهم، وحال بيننا وبينهم الليل، وأوقِدت النيران على رؤوس الجبال، ومن غد يومنا، فيقع الاستقصاء، وعسكري يتبعني إلى الكَرْخ، وكان وقاعُنا بهم وقتلُنا إياهم خمسين ميلًا، فلم يبق منهم مخبر والحمد لله كثيرًا، فقد وجب الشكر لله علينا والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد نبيه وآله وسلم كثيرًا.

وكانت الأعراب والأكراد لمّا بلغهم خروجُ المعتضد، تحالفوا أنهم يُقْتَلون على دم واحد، واجتمعوا وعبَّوْا عسكرهم ثلاثة كراديس؛ كردوسًا دون


(١) انظر المنتظم (١٢/ ٤٠) و (١٢/ ٣٣٩).
(٢) انظر المنتظم (١٢ - ٣٣٩ - ٣٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>