للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جنبه، فضحك ابن كامل، ثمّ أخذ بيده وأمسكها، ثم قال: إنَّه يزعم أنَّه قد جرح في آل محمد وطعن، فمُرْنا بأمرك فيه، فقال المختار: عليّ بالرماح، فأتِيَ بها، فقال: اطعَنوه حتَّى يموت، فطُعِن بالرماح حتَّى مات (١). (٦/ ٦٤ - ٦٥).

قال أبو مخنف: حدّثني هشام بن عبد الرّحمن وابنه الحكَم بن هشام أنّ أصحاب المختار مرّوا بدار بني أبي زُرعة بن مسعود، فرَموهم من فوقها، فأقبلوا حتَّى دخلوا الدارَ، فقتلوا الهبياط بن عثمان بن أبي زُرعة الثقفيّ وعبد الرحمن بن عثمان بن أبي زرعة الثَّقَفيّ، وأفلتَهم عبدُ المالك بن أبي زرعة بضربة في رأسه، فجاء يشتدّ حتَّى دخل على المختار، فأمر امرأتَه أمَّ ثابت ابنَةِ سَمُرة بن جُندَب، فداوتْ شجَّته، ثمّ دعاه، فقال: لا ذنب لي، إنَّكم رميتم القوم فأغضَبْتموهم، وكان محمَّد بنُ الأشعث بن قيس في قرية الأشعث إلى جنب القادسيَّة، فبعث المختار إليه حَوْشبًا سادِنَ الكرسيّ في مئة، فقال: انطلِق إليه فإنَّك تجده لاهيًا، متصيّدًا، أو قائمًا متلبّدًا، أو خائفًا متلدّدًا، أو كامنًا متغمّدًا، فإن قدرت عليه فأتِني برأسه، فخرج حتَّى أتى قصرَه فأحاط به، وخرج منه محمَّد بن الأشعث فلحق بمصعب، وأقاموا على القصر وهم يَروْن أنَّه فيه، ثم دخلوا فعَلِموا أنَّه قد فاتَهم، فانصرفوا إلى المختار، فبعث إلى داره فهدمها، وبنى بلَبِنها وطِينِها دارَ حُجْر بن عديّ الكِنْديّ، وكان زيادُ بن سُمَيَّة قد هَدَمها (٢). (٦/ ٦٥ - ٦٦).

[ذكر الخبر عن البيعة للمختار بالبصرة]

وقال هشام بن محمد عن أبي مخنف، قال: حدّثني منيع بن العلاء السعديّ أنّ مسكين بن عامر بن أنَيْف بن شُرَيح بن عمرو بن عدس كان فيمن قَاتَل المختار، فلمَّا هزم الناس لحق بأذرْبيجان بمحمَّد بن عمير بن عطارد، وقال:

عجِبتْ دَخْتنُوس لمّا رأَتْني ... قد عَلَاني مِنَ المَشِيبِ خِمارُ

فأهلَّتْ بصوتِها وأرَنَّتْ ... لا تهالي قد شاب منّي العِذَارُ


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>