للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثيرًا، حتى ليكاد أن يكون عماد كل مؤرخ بعده" (١).

١٠ - وقال الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم عن تاريخ الطبري: "وكتابه يُعَدُّ أوفى عمل تاريخي بين مصنفات العرب، أقامه على منهج مرسوم، وساقه في طريق استقرائي شامل، بلغت به الرواية مَبْلَغَها من الثقة والمتانة والإتقان، أكمل ما قام به المؤرخون قبله كاليَعْقُوبي والبَلاذُريّ والوَاقِديّ وابن سَعْد، ومهَّد السبيل لمن جاء بعده كالمَسْعُودي وابن مِسْكَوَيه وابن الأثير وابن خَلْدون" (٢).

١١ - وقال الأستاذ عبد الهادي أبو طالب، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة: "وتعددت جوانب المعرفة لدى الطبري، فكان مؤرخًا عظيمًا، يفهم حركة الأحداث، ذا قدرة على ربطها وتفسيرها، لم يحصر تاريخه في زمان خاصٍ أو بلاد واحدة، فجاء كتابه امتدادًا لتاريخ البشرية جغرافيًا وزمانيًا، لم يُؤرِّخ للعرب وحدهم، وإنما أرَّخ للرومِ واليونان والترك وفارس والهند والصين، وظل كتابه في التاريخ المرجع الأساسي الذي يَعتمد عليه كلُّ باحث في سُنن التاريخ لسعة مادّته وتنوعها، ولغزارة مضمونه، وعلوّ نفس مصنفه، موجز تاريخ الطبري شهرة عالمية، وسارع المستشرقون إلى ترجمة أجزاء منه إلى اللغة الألمانية واللاتينية، وترجمه الأتراك إلى التركية، والفرس إلى الفارسية، حتى صار مرجعًا عالميًا عظيم القيمة" (٣).

١٢ - وأخيرًا قال الأستاذ شاكر مصطفى عن الطبري: "وهو عَلَمٌ معروف في التاريخ الإسلامي (وفي التفسير) بلغ به التدوينُ التاريخي نهاية عهد التكوين والنشأة قمةَ من قمم التاريخ الحقيقي" (٤).

(سابعًا): ذيول تاريخ الطبري وتكملاته:

ونظرًا لأهمية كتاب تاريخ الطبري ومكانته العلمية فقد اتجهت الأنظار إلى


(١) ظهر الإسلام ٢/ ٢٠٤.
(٢) تاريخ الطبري، المقدمة ١/ ٢ وهذه شهادة من محقق هذا الكتاب الذي خبر جوهره، وعاش مع كل حرف فيه.
(٣) من كلمته في افتتاح ندوة الإمام الطبري بالقاهرة ١٤٠٩ هـ / ١٩٨٩ م.
(٤) التاريخ العربي والمؤرخون ص ٢٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>