للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر الخبر عن مبلغ سنِّه يومَ تُوفِّي

اختَلَفَ أهلُ السِّيَر في ذلك، فقال أبو معشر فيه - ما حدّثني الحارثُ عن ابن سعد، قال: أخَبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثني أبو معشر نَجيح. قال: مات عبدُ الملك بن مروانَ وله ستّون سنةً.

قال الواقديّ: وقد رُوي لنا أنه مات وهو ابن ثمان وخمسين سنةً قال: والأوّل أثبت. وهو على مولده، قال: وولد سنة ست وعشرين في خلافة عثمان بن عَفّان رضي الله عنه، وشهد يوم الدار مع أبيه وهو ابنُ عشر سنين وقال المدائنيّ عليّ بن محمد - فيما ذكر، أبو زيد عنه: ماتَ عبدُ الملك وهو ابنُ ثلاثٍ وستّين سنة.

[ذكر نسبه وكنيته]

أمّا نسبُه، فإنه عبدُ الملك بن مروانَ بن الحكَم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف. وأمّا كنيَتُه فأبو الوليد. وأمه عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أميّة، وله يقول ابن قيس الرُّقيّات:

أَنْتَ ابْن عائِشَةَ الَّتي ... فضَلَتْ أُرُومَ نسَائِها

لم تَلتَفِتْ للدَاتَها ... ومَضَتْ على غُلَوائِها (١)

(٤١٩: ٦).


(١) قال خليفة: ولد عبد الملك في المدينة في دار مروان في بني حديلة سنة ٢٣ هـ. ويقال: سنة ست وعشرين. [ص ٢٩٣].
وقال الحافظ ابن كثير: وكان عمره يوم مات ستين سنة، قاله أبو معشر، وصححه الواقدي، وقيل: ثلاثًا وستين سنة، قاله المدائني. [البداية والنهاية (٧: ٢١٩)].
وتأكيدًا لأسماء الولاة والقضاة في عهد عبد الملك بن مروان فإننا نذكر قوائم أسمائهم كما ذكرها المؤرخ المتقدم الثقة خليفة فقال: تسمية ولاة عبد الملك.
المدينة: لما قتل مصعب بن الزبير، وذلك سنة اثنتين وسبعين، غلب طارق بن عمرو مولى عثمان بن عفان على المدينة، فلما قتل عبد الله بن الزبير ولى عبد الملك الحجاج بن يوسف مكة والمدينة والطائف، وذلك سنة ثلاث وسبعين، فكان الحجاج يستخلف على المدينة إذا أتى مكة عبد الله بن قيس بن مخرمة، ثم ولي الحجاج العراق فشخص، وولى عبد الملك بن مروان يحيى بن الحكم بن مروان، واستخلف أبان بن عثمان فأقرَّه =

<<  <  ج: ص:  >  >>