للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه - ولهم في كلّ يوم جَزور؛ ولي منها عظم آكله أنا وعيالي. قلت: مَا لَك من المال؟ قال: صِرمة من الغنم وقطيع من الإبل، في أحدهما غلامي وفي الآخر أمَتي، وغلامي حُرّ إلى رأس السنة، قال: قلت: إنّ أصحابك قِبَلنا أكثر الناس مالًا، قال: أمَا إنهم ليس لهم في مال الله حق إلّا ولي مثله.

وأمّا الآخرون، فإنهم رَووا في سبب ذلك أشياء كثيرة، وأمورًا شنيعة، كرهت ذكرها (١) (٤: ٢٨٥/ ٢٨٦).

[ذكر هرب يزدجرد إلى خراسان]

وفي هذه السنة هرب يَزْدَجِرد بن شهريار - في قول بعضهم - من فارس إلى خراسان.

ذكر من قال ذلك، وما قال فيه:

٧٣٠ - ذكر عليّ بن محمد: أنّ مسلمة أخبره عن داود، قال: قدِم ابنُ عامر البَصرة، ثمّ خرج إلى فارس فافتتحها، وهرب يَزْدَجرد من جُوز - وهي أردشير خُرّه - في سنة ثلاثين. فوجّه ابنُ عامر في أثره مجاشعَ بن مسعود السُّلَمي، فأتبعه إلى كَرْمان، فنزل مجاشع السّيرَجان بالعسكرِ، وهرب يَزْدَجرد إلى خُراسان. قال: وعبدُ القيس تقول: وجّه ابن عامر هرمَ بن حيّان العبديّ، وبكر بن وائل تقول: وجّه ابنَ حسان اليشكريّ. قال: وأصحّه عندنا مجاشع (٢). (٤: ٢٨٦).

٧٣١ - قال عليّ: وأخبرَنا سلَمة بن عثمان - وكان فاضلًا - عن شيخ من أهل كَرْمان والفضلِ الكَرمانيّ، عن أبيه، قال: اتّبع مجاشع يَزْدَجردَ فخرج من السِّيرجَان، فلما كان عند القصر في بيمَند - وهو الذي يقال له: قصر مجاشع - أصابهم الثلج والدّمق، فوقع الثلج، واشتدّ البرد، وصار الثلج قامة رُمْح، فهلك الجند، وسلم مجاشع، ورجل كانت معه جارية، فشق بطن بعير، فأدخلها فيه وهرب؛ فلما كان من الغد، جاء فوجدها حيّة فحملها، فسُمّيَ ذلك


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>