للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما رأيت في الدُّنيا يومًا أشدّ من هذا! قال: فاحتزَّ المسلمون رأسَه، وإنّه لملفَّف.

وكانت [وقعة] أجنادين في سنة ثلاث عشرة لليلتين بقِيَتَا من جُمادى الأولى. وقتل يومئذ من المسلمين جماعةٌ؛ منهم سلمة بن هشام بن المغيرة، وهبّار بن الأسود بن عبد الأسد، ونعيم بن عبد الله النحَّام، وهشام بن العاصي بن وائل، وجماعة أخَر من قُريش. قال: ولم يسمَّ لنا من الأنصار أحدٌ أصيب بها.

وفيها تُوُفِّي أبو بكر لثمانِ ليالٍ بقينَ -أو سبع بقينَ- من جُمادى الآخرة (١). (٣: ٤١٧/ ٤١٨).


(١) سنذكر ما ورد في فتوح الشام بعد الرواية (٣/ ٤١٧ / ٢٤٥).

ذكر ما ورد عند غير الطبري في فتوحات الشام في السنة الثالثة عشرة في عهد الخليفة الأول الصديق رضي الله عنه وأرضاه
١ - أخرج البخاري في صحيحه (٦ / كتاب الجهاد / ح ٣٠٦٩) عن ابن عمر رضي الله عنه (أنه كان على فرس يوم لقي المسلمون وأمير المسلمين يومئذ خالد بن الوليد، بعثه أبو بكر، فأخذه العدو، فلما هزم العدو رد خالد فرسه).
وروى عبد الرزاق: العبد الذي أبق لابن عمر كان يوم اليرموك (٥/ ١٩٤) أخرجه عن معمر عن أيوب عن نافع به (الفتح ٦/ ٢١٢).
٢ - وأخرج عبد الرزاق في مصنفه (٥/ ١٩٤ / ح ٩٣٥٣) عن ابن عمر قال: أبق لي غلام يوم اليرموك ثم ظهر عليه المسلمون فردّوه إليّ. وإسناده صحيح.
٣ - وأخرج البخاري في صحيحه أيضًا (كتاب الجهاد / ح ٣٠٦٨) عن نافع: أن عبدًا لابن عمر أبق فلحق بالروم فظهر عليه خالد بن الوليد فردَّه على عبد الله وأن فرسًا لابن عمر عارَ فلحق بالروم فظهر عليه فردّوه على عبد الله.
٤ - وأخرج ابن عساكر في تأريخ دمشق عن عبد الله بن أبي أوفى الخزاعي قال: لما أراد أبو بكر غزو الروم دعا عليًّا وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وأبا عبيدة بن الجراح، ووجوه المهاجرين والأنصار من أهل بدر وغيرهم فدخلوا عليه - قال عبد الله بن أبي أوفى: وأنا فيهم - فقال: إن الله عزَّ وجلَّ لا تحصى نعماؤه ولا يبلغ جزاءها الأعمال. فله الحمد، قد جمع الله كلمتكم وأصلح ذات بينكم وهداكم إلى الإسلام ونفى عنكم الشيطان، فليس يطمع أن تشركوا به ولا تتخذوا إلهًا غيره فالعرب اليوم بنو أم وأب، وقد رأيت أن أستنفر المسلمين إلى جهاد الروم بالشام ليؤيد الله المسلمين، ويجعل الله كلمته العليا مع أن للمسلمين في ذلك الحظّ الوافر لأنه من هلكَ منهم هلكَ شهيدًا، ومما عند الله خير للأبرار، ومن عاشَ عاش مدافعًا عن الدين مستوجبًا على الله ثواب =

<<  <  ج: ص:  >  >>