للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= يَعْقُوبَ} منصوب بفعل مضمر تقديره: ووهبنا لإسحاق يعقوب، وفي هذا الذي قاله نظر. ورجح أنه إسحاق، واحتج بقوله: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ} قال: وإسماعيل لم يكن عنده إنما كان في حال صغره هو وأمه بجبال مكة فكيف يبلغ معه السعي؟ وهذا أيضًا فيه نظر، لأنه قد روي أن الخليل كان يذهب في كثير من الأوقات راكبًا البراق إلى مكة، يطلع على ولده وابنه ويرجع .. والله تعالى أعلم.
فمن حكى القول عنه بأنه إسحاق: كعب الأحبار، وروي عن عمر والعباس وعلي وابن مسعود، ومسعود وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد وعطاء والشعبي ومقاتل وعبيد بن عمير، وأبي ميسرة وزيد بن أسلم وعبد الله بن شقيق، والزهري والقاسم وابن أبي بردة ومكحول، وعثمان بن حاضر والسدي والحسن وقتادة، وأبي الهذيل وابن سابط، وهو اختيار ابن جرير، وهذا عجب وهو أحدث الروايتين عن ابن عباس.
ولكن الصحيح عنه -وعن أكثر هؤلاء- أنه إسماعيل - عليه السلام -، قال مجاهد وسعيد والشعبي ويوسف بن مهران وعطاء وغير واحد عن ابن عباس: هو إسماعيل - عليه السلام -.
وقال ابن جرير:
حدثني يونس، أنبأنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن قبس، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس أنه قال: المفدى إسماعيل وزعمت اليهود أنه إسحاق وكذبت اليهود.
قال عبد الله بن الإمام أحمد سألت أبي عن الذبيح: من هو؟ إسماعيل أو إسحاق، فقال: إسماعيل. وقال ابن أبي حاتم: وسمعت أبي يقول: الصحيح أن الذبيح إسماعيل. وروى عن علي وابن عمر وأبي هريرة، وأبي الطفيل، وسعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، والحسن ومجاهد، والشعبي، ومحمد بن كعب، وأبي جعفر محمد بن علي، وأبي صالح أنهم قالوا: الذبيح هو إسماعيل - عليه السلام -. وحكاه البغوي أيضًا عن الربيع عن أنس والكلبي وأبي عمرو بن العلاء.

نَبيُّ اللهِ إسحَاق عَلَيهِ السَّلام
[مولده]:
قال الله تعالى: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (١١٢) وَبَارَكْنَا عَلَيهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ}. وقد كانت البشارة به من الملائكة لإبراهيم وسارة.
قال الله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَال سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (٦٩) فَلَمَّا رَأَى أَيدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (٧٠) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (٧١) قَالتْ يَاوَيلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ =

<<  <  ج: ص:  >  >>