للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعبد الله بن ورقاء الأسديّ. ثم إنّ أبا موسى صُرِف إلى الكوفة، واستُعمل على البَصْرة عمر بن سراقة المخزومي، بدويّ.

ثم إنّ أبا موسى رُدّ على البصرة، فمات عمر؛ وأبو موسى على البصرة على صلاتها، وكان عملها مفترقًا غير مجموع؛ وكان عمر ربما بعث إليه، فأمدّ به بعض الجنود، فيكون مدَدًا لبعض الجيوش (١). (٤: ١٨٦).

[ذكر الخبر عن وفاة عمر وفي هذه السنة كانت وفاته]

ذكر الخبر عن مقتله:

٥٨٧ - حدّثني سلم بن جُنادة، قال: حدّثنا سُليمان بن عبد العزيز بن أبي ثابت بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، قال: حدّثنا أبي عن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن المِسْور بن مخْرمة.- وكانت أمّه عاتكة بنت عوف - قال: خرج عمر بن الخطاب يومًا يطوف في السوق، فلقيَه أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة؛ وكان نَصرانيًّا، فقال: يا أميرَ المؤمنين! أعْدِني على المغيرة بن شعبة؛ فإنّ عليّ خراجًا كثيرًا! قال: وكم خراجُك؟ قال: درهمان في كلّ يوم، قال: وأيشٍ صناعتك؟ قال: نجّار، نقّاش، حدّاد، قال: فما أرى خراجَك بكثير على ما تصنع من الأعمال؛ قد بلغني أنك تقول: لو أردتُ أن أعملَ رحًا تطحن بالريح؛ فعلت، قال: نعم. قال: فاعمل لي رحًا. قال: لئن سلمتُ لأعملنّ لك رحًا يتحدّث بها مَنْ بالمشرق والمغرب، ثم انصرف عنه؛ فقال عمر رضي الله تعالى عنه: لقد توعّدني العبد آنفًا! قال: ثمّ انصرف عمر إلى منزله؛ فلما كان من الغد جاءه كعب الأحبار فقال له: يا أمير المؤمنين! اعهد، فإنك ميّت في ثلاثة أيام؛ قال: وما يُدريك؟ قال: أجده في كتاب الله عزّ وجلّ التوراة، قال عمر: آللهَ إنك لتجد عمر بن الخطاب في التوراة؟ ! قال: اللهمّ لا؛ ولكني أجد صفتَك، وحِلْيتك، وأنه قد فني أجلُك - قال: وعمر لا يُحسُّ وجعًا ولا ألمًا - فلما كان من الغد جاءه كعب، فقال: يا أميرَ المؤمنين! ذهب يوم


(١) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>