ابنَ الزّبير لطويلُ الصّلاة، كثير الصيام ولكنْ لبخله لا يَصلُح أن يكون سائسًا. (٦/ ٤٢١ - ٤٢٢).
[خلافة الوليد بن عبد الملك]
وفي هذه السنة بويع للوليد بن عبد الملك بالخلافة.
فكان أوّل من قام لبيَعته عبدُ الله بن هَمّام السَّلوليّ، فإنه قام وهو يقول:
اللهُ أعْطَاكَ الَّتي لا فَوْقَها ... وقد أَرَاد الملحدُون عَوْقَها
عَنْكَ ويأْبى الله إلَّا سَوْقَها ... إِلَيْكَ حتى قَلَّدُوكَ طَوْقَها
فبايعه، ثمّ تتابعَ الناسُ على البَيعة. (٦/ ٤٢٣).
وأما الواقديّ فإنه ذكرَ أنّ الوليدَ لمّا رجع من دَفْن أبيه، ودُفِن خارج باب الجابية، لم يدخُل منزلَه حتى صعد على مِنبرِ دِمشقَ، فحمِد الله وأثنى عليه بما هو أهلُه، ثمّ قال:
أيّها الناسُ، إنه لا مُقدِّم لِما أخّر الله، ولا مؤخّر لِمَا قَدّم الله، وقد كان من قضاء الله وسابِق عِلمهِ وما كَتَب على أنبيائه وحَمَلة عرشِه الموت. وقد صار إلى منازل الأبرار ولّى هذه الأمة الذي يحقّ عليه لله من الشدّة على المُريب، واللِّين لأهل الحقّ والفضل، وإقاصة ما أقام الله من مَنار الإسلام وأعلامه؛ من حَجّ هذا البيت، وغَزْو هذه الثغور، وشَنّ هذه الغارة على أعداء الله، فلم يكن عاجزًا ولا مُفرِّطًا، أيها الناس، عليكم بالطاعة، ولزومِ الجماعة، فإنّ الشيطان مع الفرد، أيها الناس، مَن أبدَى لنا ذات نفسِه ضرْبنا الذي فيه عَيْناه، ومن سَكَت ماتَ بدَائه.
ثمّ نزَل، فَنَظَر إلى ما كان من دوابّ الخلافة فحَازه، وكان جبّارًا عنيدًا. (٦/ ٤٢٣).
ولاية قتيبة بن مسلم على خراسان من قِبَل الحجاج
ذكر ما كان من أمر قتيبة بخُراسان في هذه السنة، ثمّ عرَض قُتيبةُ الجُندَ في السلاح والكُراع، وسار واستخلَف بمرْوَ على حَرْبها إياسَ بن عبد الله بن عمرو،