هذا كتاب من سُويد بن مقرّن للفرُّخَان إصبَهبذ خُراسان على طَبَرستان وجيل جيلان من أهل العدوّ؛ إنك آمن بأمان الله عزّ وجلّ علِى أن تكفّ لصُوتَك وأهل حواشي أرضك، ولا تُؤويَ لنا بغْية، وتتّقيَ من ولي فَرْج أرضك بخمسمئة ألف درهم من دراهم أرضك، فإذا فعلت ذلك؛ فليس لأحد منا أن يُغير عليك، ولا يتطّرق أرضك، ولا يدخل عليك إلّا بإذنك؛ سبيلنا عليكم بالإذن آمنة؛ وكذلك سبيلكم، ولا تؤوون لنا بغية، ولا تسلّون لنا إلى عدوّ، ولا تغلّون، فإن فعلتم؛ فلا عهد بيننا وبينكم. شهد سواد بن قطبة التميميّ، وهند بن عمرو المُراديّ، وسماك بن مَخْرمة الأسديّ، وسِماك بن عُبيد العبسيّ، وعتيبة بن النّهاس البكريّ. وكتب سنة ثماني عشرة.
فتح أذْرَبيجان
قال: ولما افتتح نُعيم هَمَذان ثانية، وسار إلى الريّ من واج رُوذ؛ كتب إليه عمر: أنْ يبعث سماك بن خَرَشة الأنصاريّ مُمدًّا لبُكير بن عبد الله بأذْرَبيجان، فأخّر ذلك حتى افتتح الريّ، ثم سرّحه من الرّيّ، فسار سماك نحو بكير بأذْرَبيجان؛ وكان سماك بن خَرشة، وعُتْبة بن فَرْقد من أغنياء العرب؛ وقدما الكوفة بالغنى؛ وقد كان بكيرِ سار حين بُعِث إليها؛ حتى إذا طلع بحيال جَرْميذان - طلع عليهم إسْفَنْدياذ بن الفزُّخْزاذ مهزومًا من واج روذ، فكان أوّل قتال لقيه بأذْربيجان، فاقتتلوا، فهزم الله جندَه، وأخذ بُكير إسفندياذ أسيرًا، فقال له إسفندياذ: الصلح أحبُّ إليك أم الحرب؟ قال: بل الصلح، قال: فأمسكني عندك؛ فإنّ أهل أذربيجان إن لم أصالح عليهم أو أجيء لم يقيموا لك، وجَلَوْا إلى الجبال التي حَوْلها من القَبْج والروم، ومَن كان على التحصّن تحصّن إلى يوم ما، فأمسكه عنده، فأقام وهو في يده، وصارت البلاد إليه إلّا ما كان من حصن. وقدم عليه سماك بن خَرَشة مُمدًّا؛ وإسفندياذ في إساره، وقد افتتح ما يليه، وافتتح عتبة بن فرقد ما يليه. وقال بُكير لسماك مقدَمه عليه، ومازحه: ما الّذي أصنع بك وبعتبة بأغْنَيين؟ لئن أطعت ما في نفسي لأمضينّ قُدمًا ولأخلِّفنكما، فإن شئت أقمتَ معي، وإن شئت أتيت عُتبة فقد أذنت لك، فإني