وقَبيصة بن ضبيعة العبسيّ، ومُحرِز بن شهاب السعديّ ثم المِنْقَريّ، وكدام بن حيّان العَنَزيّ، وعبد الرحمن بن حسّان العَنَزيّ، فبعث به إلى زياد فدُفن حيًّا يقسّ الناطف، فهم سبعة قُتلوا وكفنوا وصُلى عليهم.
قال: فزعموا أن الحسن لما بلغه قتل حُجْر وأصحابه، قال: صلُّوا عليهم، وكفّنوهم، وأستقبلوا بهم القبلة؟ قالوا: نعم، قال: حجّوهم وربّ الكعبة!
* * *
[تسمية من نجا منهم]
كريم بن عفيف الخثعميّ، وعبد الله بن حويّة التميميّ، وعاصم بن عوف البَجَليّ، وورقاء بن سُميّ البَجَليّ، والأرقم بن عبد الله الكِنْديّ، وعتبة بن الأخنس، من بني سعيد بن بكر، وسعيد بن نمران الهمدانيّ فهم سبعة.
وقال مالك بن هُبيرة السَّكوني حين أبَى معاوية أن يهبَ له حُجْرًا وقد اجتمع إليه قومُه من كِندَة والسَّكون وناس من اليَمَن كثير، فقال: والله لنحن أغنَى عن معاوية من معاوية عنّا، وإنّا لنجد في قومه منه بدلًا، ولا يجد منّا في الناسِ خلَفًا، سيروا إلى هذا الرجل فلنُخلّه من أيديهم؛ فأقبَلوا يسيرون ولم يشكّوا أنهم بَعذْراء؛ لم يُقتلوا، فاستقبلَتْهم قتَلَتُهم قد خرجوا منها، فلما رأوْه في الناس ظنّوا أنما جاء بهم ليخلّص حُجْرًا من أيديهم، فقال لهم: ما وراءكم؟ قال: تاب القوم، وجئنا لنخبر معاوية، فسكت عنهم، ومضى نحو عذراء، فاستقبله بعضُ من جاء منها فأخبره أنّ القوم قد قُتلوا، فقال: عليّ بالقوم! وتبعتْهم الخيلُ وسبَقُوهم حتى دخلوا على معاوية فأخبروه خبرَ ما أتى له مالكَ بن هبيرة ومن معه من الناس، فقال لهم معاوية: اسكنُوا، فإنما هي حرارةٌ يجدها في نفسه، وكأنها قد طفئتْ، ورجع مالك حتى نزل في منزله، ولم يأتِ معاوية، فأرسل إليه معاوية فأبَى أن يأتيه، فلما كان الليل بعث إليه بمئة ألف درهم، وقال له: إنّ أمير المؤمنين لم يمنعه أن يشفِّعك في ابن عمّك إلا شَفقة عليك وعلى أصحابك أن يُعيدوا لكم حَرْبًا أخرى، وإن حُجْر بن عديّ لو قد بقي خشيت أن يكلِّفك وأصحابك الشخوص إليه، وأن يكون ذلك من البلاء على المسلمين ما هو أعظم من قَتْل