وأخرج ابن عساكر روايات عدة تؤيد ما ذكره الطبري من تأريخ وفاته فقد أخرج عن أبي حفص الفلاس وأبي عمر الضرير ومحمد بن يزيد وغيرهم أنه توفي سنة خمس ومئة في شعبان يوم الجمعة لخمس بقين منه وأن ولايته كانت أربع سنين وشهرا [تأريخ دمشق / المجلد ٦٥ / تر ٨٣١٣] وقال ابن كثير وكانت خلافته أربع سنين وشهرًا على المشهور [البداية والنهاية ٧/ ١٨٥]. لقد دأبنا ومنذ بداية تخريجنا لروايات هذا القسم من تأريخ الطبري أن نذكر أسماء الولاة والقضاة كما ذكرها خليفة بن خياط في نهاية عهد كل خليفة ولقد وافق خليفة في جلّها ما ذكره الطبري فاتفاقهما يؤكد صحة هذه الأسماء والمناصب، إلا أن الطبري يفرّقها بين السنين وخليفة يذكرها مجتمعة في نهاية سيرة كل خليفة - وما نذكره عن خليفة توثيق لمعلومات الطبري - قال خليفة في تأريخه ضمن حوادث سنة ١٠٥ هـ:
تسمية عمال يزيد بن عبد الملك المدينة: عزل عنها أبا بكر بن حزم وولّاها عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري سنة إحدى ومئة. ثم عزله وولّى عبد الواحد بن عبد الله من بني نصر بن معاوية سنة أربع ومئة فلم يزل عليها حتى مات. مكة: عزل عنها عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد فضمّها مع الطائف إلى عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس سنة ثلاث ومئة ثم عزله وضمها مع الطائف إلى عبد الواحد بن عبد الله النضري سنة أربع ومئة حتى مات يزيد. اليمن: أقرَّ عليها عروة بن محمد. البصرة: خلع يزيد بن المهلب، فقدم البصرة ليلة القدر من شهر رمضان سنة إحدى ومئة. وبها عديّ بن أرطاة، فظهر عليها يزيد فحبسه ثم سار إلى واسط، واستخلف على البصرة أخاه مروان بن المهلب، فلما قتل يزيد - وذلك سنة اثنتين في صفر - تراضى أهل البصرة بشبيب المازني أبي عيسى بن شبيب، ثم قدَّم مسلمة بن عبد الملك وهو على العراق عبد الرحمن بن سليم الكلبي مسلحة، ثم ولّى مسلمةُ عبد الملك بن بشر بن مروان، ثم ولّى يزيد بن عبد الملك عمر بن هبيرة الفزاري العراق، فقدم سنة ثلاث ومئة، فولى البصرة سعيد بن عمرو الحرشي، ثم حسان بن عبد الرحمن بن مسعود الفزاري من أهل دمشق، ثم فراس بن سمي الفزاري وهو زوج أم عمر بن هبيرة حتى مات يزيد. الكوفة: مات عمر بن عبد العزيز وعليها عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب =