للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي أكثر من هذا.

وقُتل منهم يومئذ بِشر بن مرّة بن شُرَحبيل، والحارث بن شَرحبيل، وكانت أسماء ابنة عطارد بن حاجب التميميّ تحت عبيد الله بن عمر، ثمّ خلَف عليها الحسن بن عليّ (١). (٥: ٣٧).

١١١٧ - قال أبو مخنف: حدّثني ابن أخي غياث بن لَقيط البكريّ: أن عليًّا حيث انتهى إلى ربيعة، تبارتْ ربيعة بينها، فقالوا: إن أصيب عليّ فيكم وقد لجأ إلى رايتكم، افتضحتم، وقال لهم شقيق بن ثور: يا معشر ربيعة! لا عذرَ لكم في العرب إن وُصِل إلى عليّ فيكم وفيكم رجلٌ حيّ، وإن منعتموه؛ فمجدُ الحياة اكتسبتموه، فقاتَلوا قتالًا شديدًا حين جاءهم عليّ لم يكونوا قاتَلوا مثلَه، ففي ذلك قال عليّ:

لِمَنْ رَايَةٌ سوْداءُ يَخْفِق ظِلَّها ... إذا قيل قَدِّمها حُضَيْنُ تقَدَّما

يُقَدِّمُها في المَوْتِ حتى يُزيرها ... حياضَ المَنايا تَقْطُرُ الموتَ والدَّما

أذَقْنا ابنَ حَربٍ طَعنَنا وضِرابَنا ... بأَسيافنا حتى توَلَّى وأحجَما

جَزَى الله قَومًا صابَروا في لقائهمْ ... لدى الموتِ قَومًا ما أعَفَّ وأكْرَما!

وأطيبَ أخْبارًا وأكْرَمَ شيمَةً ... إذا كان أصواتُ الرِّجال تَغَمغُما

رَبيعَةَ أعنِي أنَّهُمْ أهلُ نَجْدة ... وبأْسٍ إذا لاقَوْا جَسيمًا عَرَمرَما (٢)

(٥: ٣٧/ ٣٨).

مقتل عمَّار بن ياسر

١١١٨ - قال أبو مخنف: حدّثني عبد الملك بن أبي حرّة الحنفيّ: أنّ عمّار بن ياسر خرج إلى الناس، فقال: اللهمّ إنك تعلم أنّي لو أعلم أنّ رضاك في أن أقذفَ بنفسي في هذا البحر؛ لفعلتُه، اللهمّ إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أضع ظُبَةَ سيفي في صدري ثم أنحني عليها حتى تَخرج من ظهري؛ لفعلتُ، وإني لا أعلم اليومَ عملًا هو أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين، ولو أعلم أنّ عملًا


(١) إسناده تالف.
(٢) إسناده تالف.

<<  <  ج: ص:  >  >>