للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تأمرنا ألّا نزول ولا نحُول حتى تَقتل أنفسَنا، وتَسفِك دماءنا! ألا ترى الناس قد انصرف جُلُّهم! فقام إليه رجال من قومه فنهروه، وتناولوه بألسنتهم، فقال لهم خالد: أخرِجوا هذا من بينكم، فإنّ هذا إن بقيَ فيكم ضرّكم، وإن خرج منكم لم يَنْقصكم، هذا الذي لا ينقص العدَد، ولا يَملأ البلد، برّحك الله من خطيب قوم كرام! كيف جُنِّبتَ السداد! واشتدّ قتال ربيعة، وحمير، وعُبيد الله بن عمر حتى كثرتْ بينهم القتلى، فقتِل سُمَير بن الرّيان بن الحارث العجليّ، وكان من أشدّ الناس بأسًا (١). (٥: ٣٥/ ٣٦).

١١١٥ - قال أبو مخنف: حدّثني جيفر بن أبي القاسم العبديّ عن يزيد بن علقمة، عن زيد بن بدر العَبْديّ: أن زياد بن خَصَفة أتى عبدَ القيس يومَ صفين وقد عُبّيتْ قبائلُ حميَر مع ذي الكَلاع - وفيهم عُبيد الله بن عمرَ بن الخطاب - لبكر بن وائل، فقوتلوا قتالًا شديدًا، خافوا فيه الهلاك، فقال زياد بن خَصَفة: يا عبدَ القيس! لا بَكْر بعد اليوم. فركبنا الخيولَ، ثم مضينا فواقفناهم، فما لبثْنا إلّا قليلًا حتى أصيب ذو الكَلاع، وقُتل عبيد الله بن عمرَ رضي الله عنه، فقالت هَمْدان: قتله هانئ بن خطّاب الأرحبيّ؛ وقالت حَضْرَمَوْت: قتله مالك بنُ عمرو التِّنْعيّ، وقالت بكر بن وائل: قتله مُحرِز بن الصّحصح من بني عائش بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة، وأخذ سيفه ذا الوشاح، فأخذ به معاوية بالكُوفة بكرَ بن وائل، فقالوا: إنما قتله رجل منا من أهل البصرة، يقال له: محرز بن الصّحْصح، فبعث إليه بالبصرة فأخذ منه السيف، وكان رأسَ النَّمِر بن قاسط عبدُ الله بن عَمرو من بني تيم الله بن النّمِر (٢). (٥: ٣٦).

١١١٦ - قال هشام بن محمد: الذي قتل عُبَيد الله بن عمرَ رضي الله عنه محرزُ بن الصّحصحِ، وأخذ سيفه ذا الوشاح، سيفَ عمر، وفي ذلك قول كعب بن جُعيل التغلبيّ:

ألا إنَّما تُبْكِي العُيونُ لِفارِسٍ ... بصِفّينَ أجْلَتْ خَيْلُهُ وَهُوَ واقِفُ

يُبَدِّلُ مِنْ أسْماءَ أسيافَ وائِلٍ ... وكان فتى لو أخْطَأتْهُ المَتالِفَ

تركْنَ عُبَيْدَ الله بالقاعِ مُسْنَدًا ... تمُجُّ دَمَ الخِرْقِ العُرُوقُ الذَّوارِفُ


(١) إسناده تالف.
(٢) إسناده تالف.

<<  <  ج: ص:  >  >>