وكان كلما دخل عليه بنو تُميم دعاهم إلى نفسه، فبايعه محمد بن حمران ومحمد بن حرب بن جِرْفاس المِنقريّان والخليل بن غَزْوان العدويّ، وعبد الله بن مُجّاعة وهبيرة بن شَراحيل السعدّيان، وعبد العزيز بن عبدربّه الليثيّ، وبشر بن جرموز الضبيّ، ونهار بن عبد الله بن الحُتات المجاشعيّ، وعبد الله النباتي.
وقال الحارث لنصر: خرجت من هذه المدينة منذ ثلاث عشرة سنة إنكارًا للجوْر، وأنت تريدني عليه! فانضمّ إلى الحارث ثلاثة آلاف [٧/ ٣٠٩ - ٣١٠].
* * *
[ذكر الخبر عن أمرهم وأمره وعن سبب ذلك]
حدثني أحمد، قال: حدثني عبد الوهاب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو هاشم مخلَّد بن محمد بن صالح، قال: لما انصرف مروان إلى منزله من حَرّان بعد فراغه من أهل الشام لم يلبث إلا ثلاثة أشهر؛ حتى خالفه أهل الشام، وانتقضوا عليه؛ وكان الذي دعاهم إلى ذلك ثابت بن نعيم، وراسلهم وكاتبهم، وبلغ مَرْوان خبرهم، فسار إليهم بنفسه، وأرسل أهل حمص إلى مَنْ بتدمر من كلْب؛ فشخص إليهم الأصبغ بن ذؤالة الكلبيّ ومعه بنون له ثلاثة رجال: حمرة وذؤالة وفُرافصة ومعاوية السكسكيّ - وكان فارس أهل الشام - وعصمة بن المقشعِر وهشام بن مَصاد وطفيل بن حارثة ونحو ألف من فرسانهم، فدخلوا مدينة حِمْص ليلة الفطر من سنة سبع وعشرين ومئة.
قال: ومروان بحَماة ليس بينه وبين مدينة حِمْص إلا ثلاثون ميلًا، فأتاه خبرهم صبيحة الفِطْر، فجدّ في السير، ومعه يومئذ إبراهيم بن الوليد المخلوع وسليمان بن هشام؛ وقد كانا راسلاه وطلبا إليه الأمان، فصارا معه في عسكره يكرمهما ويُدنيهما ويجلسان معه على غدائه وعشائه، ويسيران معه في مَوْكبه.
فانتهى إلى مدينة حِمْص بعد الفِطْر بيومين، والكلبيّة فيها قد ردموا أبوابها من داخل، وهو على عُدّة معه روابطه، فأحدقت خيله بالمدينة، ووقف حذاء باب من أبوابها، وأشرف على جماعة من الحائط، فناداهم مناديه: ما دعاكم إلى