وفي هذه السنة غزا مَسلَمة بن عبد الملك أرض الرّوم ومعه يزيدُ بن جُبَير، فلقي الرّوم في عدد كثير بسوسَنة من ناحية المَصيصَة.
قال الواقديّ: فيها لاقَى مسلمةُ مَيمونًا الجُرْجمانيّ ومع مَسلمة نحو من ألفِ مُقاتِل من أهل أنطاكية عند طُوانة، فقَتَل منهم بَشَرًا كثيرًا، وفَتَح الله على يديه حُصونًا (١). (٤٢٩: ٦).
وقيل: إن الذي غَزَا الرّوم في هذه السنة هشام بن عبد الملك، ففتح الله على يديه حصنَ بولق وحصن الأخرم وحصن بولس وقمقم، وقتل من المستعربة نحوًا من ألف مقاتل. وسبى ذراريَّهم ونساءهم. (٦: ٤٢٩).
خبر غزو قتيبة بِيكَنْد
وفي هذه السنة غزا قتيبة بيكَنْد.
ذكر الخبر عن غَزْوَتِه هذه:
ذكَر عليّ بن محمّد أن أبا الذّيال أخبَره عن المهلّب بن إياسو، عن أبيه، عن حسين بن مُجاهد الرّازيّ وهارون بن عيسى، عن يونس بن أبي إسحاق وغيرهم، أن قتيبة لما صالحَ نيزك أقام إلى وَقْت الغَزو، ثمّ غزا في تلك السنة -سنة سبع وثمانين- بيكند، فسار من مَرْوَ وأتى مَرْوَ الرُّوذ، ثمّ أتى آمُلَ! ثمّ مضى إلى زَمّ فقَطَع النهر، وسار إلى بيكَنْد -وهي أدنى مدائنِ بُخارى إلى النهر، يقال لها مدينة التجّار على رأس المَفازة من بُخارى- فلما نزل بعَقْوَتهم استنصَروا الصُّغْد، واستمدّوا من حولهم، فأتَوْهم في جمع كثير، وأخذوا بالطريق، فلم ينفذ لقتيبة رسولٌ، ولم يصل إليه رسول، ولم يجر له خبرٌ شَهْرَين، وأبطأ خبرُه على الحجّاج، فأشفَق الحجّاج على الجند، فأمر الناس بالدّعاء لهم في المساجد، وكتب بذلك إلى الأمصار وهم يَقتتلون في كلّ يوم.