للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بغداء فتغدّى، ثم قال لهم: من الفارس الذي أخذ بعناني يوم الزّاب؟ يعني يوم ابن علقمة - فنادوا يا أمّ العنبر، فخرجت إليهم؛ فإذا أجمل الناس، فقالت له: أنت منصور؟ قال: نعم، قالت: قبح الله سيفك، أين ما تذكر منه! فوالله ما صنع شيئًا، ولا ترك - تعني ألّا يكون قتلها حين أخذت بعنانه فدخلت الجنة - وكان منصور لا يعلم يومئذ أنها امرأة، فقال: يا أمير المؤمنين، زَوّجنْيها، قال: إن لها زوجًا - وكانت تحت عبيدة بن سوَّار التغلبيّ - قال: ثم إنّ عبد الله بن عمر خرج إليهم في آخر شوّال فبايعه [٧/ ٣١٩ - ٣٢٣].

* * *

[خبر خروج سليمان بن هشام على مروان بن محمد]

وفي هذه السنة - أعني سنة سبع وعشرين ومئة - خلع سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان مروان بن محمد ونصب الحرب.

* ذكر الخبر عن سبب ذلك وما جرى بينهما:

حدثني أحمد بن زهير، قال: حدّثني عبد الوهاب بن إبراهيم، قال: حدّثني أبو هاشم مخلّد بن محمد بن صالح، قال: لما شخص مروان من الرصافة إلى الرَّقة لتوجيه ابن هبيرة إلى العراق لمحاربة الضّحاك بن قيس الشيبانيّ استأذنه سليمان بن هشام في مُقام أيام، لإجمام ظهره وإصلاح أمره؛ فأذن له. ومضى مرْوان، فأقبل نحو من عشرة آلاف ممن كان مَرْوان قطع عليه البعث بدير أيوب لغزو العراق مع قوّادهم؛ حتى جاؤوا الرُّصافة، فدعوْا سليمان إلى خَلْع مَروان ومحاربته، وقالوا: أنت أرضى منه عند أهل الشام وأوْلى بالخلافة، فاستزلّه الشيطان، فأجابهم، وخرج إليهم بإخوته وولده ومواليه، فعسكر [بهم] وسار بجمعهم إلى قِنَّسرين، فكاتب أهل الشام فانقضُّوا إليه من كلّ وجه وجند؛ وأقبل مَروان بعد أن شارف قَرْقيسيا منصرفًا إليه، وكتب إلى ابن هبيرة يأمره بالثبوت في عسكره من دورين حتى نزل معسكرَه بواسط، واجتمع مَن كان بالهَنيّ من موالي سليمان وولد هشام، فدخلوا حِصْنَ الكامل بذراريّهم فتحصّنوا فيه، وأغلقوا الأبواب دونه، فأرسل إليهم: ماذا صنعتم؟ خلعتم طاعتي ونقضتم بيعتي بعدما أعطيتموني من العهود والمواثيق! فردُّوا على رسله: إنا مع سليمان على مَن

<<  <  ج: ص:  >  >>