للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عيسى، عن أبي معشر، وكذلك قال الواقديّ وهشام بن الكلبيّ؛ وقد ذكرْنا ابتداءَ أمر الحسين في مسيره نحوَ العراق وما كان منه في سنة ستين، ونذكر الآن ما كان من أمره في سنة إحدى وستين وكيف كان مَقتلُه (١). [٥: ٤٠٠].

ذكر خبر ولاية سَلْم بن زياد على خراسان وسجستان

قال: وخرج سلم وأخرج معه أمّ محمد ابنة عبد الله بن عثمان بن أبي العاص الثقَفيّ، وهي أوّل امرأة من العرب قُطِع بها النهر.

قال: وذكر مَسلمَة بن محارب وأبو حفص الأزديّ عن عثمان بن حفص الكرمانيّ أن عُمّال خُراسان كانوا يَغزُون، فإذا دخل الشتاءُ قفلوا من مغازيهم إلى مَرْو الشاهِجان، فإذا انصرف المسلمون اجتمع ملوك خُراسان في مدينة من مدائن خُراسان ممّا يلي خوارَزْم، فيتعاقدون ألّا يغزُوَ بعضهم بعضًا، ولا يهيجَ أحد أحدًا، ويتشاورون في أمورهم، فكان المسلمون يطلبون إلى أمرائهم في غزو تلك المدينة فيأبون عليهم، فلما قَدِم خُراسان غزا فشتا في بعض مغازيه؛ قال: فألحّ عليه المهلب، وسأله أن يوجّهه إلى تلك المدينة، فوجّهه في ستة آلاف - ويقال أربعةِ آلاف - فحاصرهم، فسألهم أن يُذعِنوا له بالطاعة، فطلبوا إليه أن يصالحهم على أن يفدوا أنفسهم، فأجابهم إلى ذلك، فصالحوه على نيّف وعشرين ألف ألف، قال: وكان في صلحهم أن يأخذ منهم عروضًا، فكان يأخذ الرأسَ بنصف ثمنه، والدابة بنصف ثمنها، والكَيمُخت بنصف ثمنه، فبلغت قيمة ما أخذ منهم خمسين ألف ألف، فحظيَ بها المهلب عند سلم، واصطفى سلم من ذلك ما أعجبه، وبعث به إلى يزيدَ مع مَرزُبان مرْو، وأوفد في ذلك وفدًا.

قال مسلمة وإسحاق بن أيّوب: غزا سلْم سمرقند بامرأته أمّ محمد ابنة عبد الله، فولدتْ لسلم ابنًا، فسمّاه صُغْدي (٢). [٥: ٤٧٣].

* * *


(١) قلنا: وكذلك أرخ خليفة لمقتله فقال: مقتل الحسين بن علي لعشر خلون من المحرم سنة إحدى وستين. [تاريخ خليفة (٢٢١)].
(٢) قول الطبري: قال: أي: علي بن المدائني ومسلمة ذكره ابن حبان في الثقات وهو الذي =

<<  <  ج: ص:  >  >>