والحديث أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجهاد / باب غزوة الأحزاب ٣ / ح ١٧٨٨) وفيه: [فمضيت كأنما أمشي في حمام حتى أتيتهم فإذا أبو سفيان يُصْلِي ظهره بالنار فوضعت سهمي في كبد قوسي وأردت أن أرميه ثم ذكرت قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تذعرهم عليَّ ولو رميته لأصبته قال: فرجعت كأنما أمشي في مثل الحمام، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم أصابني البرد حين فرغت وقررت فأخبرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فألبسني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها، فلم أزل نائمًا حتى الصبح، فلما أن أصبحت قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قم يا نومان]. وأخرج الحاكم في المستدرك (٣/ ٣١) من طريق بلال العبسي عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما أن الناس تفرقوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الأحزاب فلم يبق معه إلَّا اثنا عشر رجلًا فأتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا جاثي من البرد وقال: يا بن اليمان قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب فانظر إلى حالهم. قلت: يا رسول الله: والذي بعثك بالحق ما قمت إليك إلَّا حياء منك من البرد. قال: فابرز الحرة وبرد الصبح انطلق يا بن اليمان ولا بأس عليك من حر ولا برد حتى ترجع إليّ. قال: فانطلقت إلى عسكرهم فوجدت أبا سفيان يوقد النار في عصبة حوله قد تفرق الأحزاب عنه قال حتى إذا جلست فيهم قال فحسب أبو سفيان أنه دخل فيهم من غيرهم قال: ليأخذ كل رجل منكم بيد جليسه. قال: فضربت بيدي على الذي عن يميني وأخذت بيده ثم ضربت بيدي على الذي عن يساري فأخذت بيده فلبثت فيهم هنية ثم قمت فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو قائم يصلي فأومُ إليّ بيده أن ادن فدنوت ثم أومأ إليّ أيضًا أن ادن فدنوت حتى أسبل عليّ من الثوب الذي كان عليه وهو يصلي فلما فرغ من صلاته قال: ابن اليمان اقعد ما الخبر؟ قلت: يا رسول الله تفرق الناس عن أبي سفيان فلم يبق إلَّا عصبة توقد النار قد صب الله عليه من البرد مثل الذي صب علينا ولكنا نرجو من الله ما لا يرجون). وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي (المستدرك مع التلخيص ٣/ ٣١).