للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التي وصفناها ألفي رجل ومائتي رجل من بني نمير ومن بني كلاب ومن مرّة وفزارة ومن ثعلبة وطيّئ.

* * *

وفي هذه السنة أصاب الحاجّ في المرجع عطش شديد في أربعة منازل إلى الرَّبَذَة، فبلغت الشَّرْبة عدة دنانير. ومات خلق كثير من العطش.

وفيها ولِّيَ محمد بن إبراهيم بن مصعب فارس.

وفيها أمر الواثق بترك جبايةٍ أعشار سفن البحر.

وفيها اشتدّ البرد في نِيسان حتى جَمد الماء لخمس خلون منه.

* * *

[[ذكر خبر موت الواثق]]

وفيها مات الواثق (١).

* ذكر الخبر عن العلة التي كانت بها وفاته:

ذكر لي جماعةٌ من أصحابنا أنّ عِلَّتَه التي تُوفِّيَ منها كانت الاستسقاء، فعُولج بالإقعاد في تَنُّور مسخّن، فوجَد لذلك راحة وخفة مما كان به، فأمرهم من غدِ ذلك اليوم بزيادة في إسخان التَّنُّور، ففُعل ذلك وقعد فيه أكثر من قعوده في اليوم الذي قبله، فحمِيَ عليه، فأخرج منه، وصُيِّر في محفّة؛ وحضره الفضل بن إسحاق الهاشميّ وعمر بن فرَج وغيرهم؛ ثم حضر ابن الزيات وابن أبي دواد، فلم يعلموا بموته حتى ضرب بوجهه المحفَّة، فعلموا أنه قد مات.

وقد قيل: إن أحمد بن أبي دواد حضره وقد أغمي عليه، فقضى وهو عنده فأقبل يغمضه ويصلح من شأنه، وكانت وفاته لستٍّ بقين من ذي الحجة ودُفِن في


(١) وقال البسوي: وتوفي هارون (أي الواثق) لست بقين من ذي الحجة [المعرفة ١/ ٧٢].
وقال ابن قتيبة الدينوري وتوفي هارون يوم الأربعاء لست بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين [المعارف/ ٢٠٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>