وسبب آخر لكثرة القتلى هو خيانة بني حارثة لأهل المدينة وإدخالهم جيش الشام على حين غرة عليهم فوقع كثير من القتل كما قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- وأخرج يعقوب بن سفيان في تاريخه بسند صحيح عن ابن عباس قال: "جاء تأويل هذه الآية على رأس ستين {وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لآتَوْهَا} يعني إدخال بني حارثة أهل الشام على أهل المدينة في وقعة الحرة. [فتح الباري (/ ٥٧٦)]. (١) قال خليفة -متحدثًا عن وفيات سنة ٦٤ هـ-: قرئ على ابن بكير وأنا أسمع عن الليث قال: توفي أمير المؤمنين يزيد في سنة أربع وستين ليلة البدر في شهر ربيع الأول. [خليفة (٢٤٧)]. وقال خليفة أيضًا: وفيها مات يزيد بن معاوية بحوارين من بلاد حمص وصلى عليه ابنه معاوية بن يزيد بن معاوية ليلة البدر في شهر ربيع الأول، وأمه ميسون ابنة بحدل الكلبية، ومات وهو ابن ثمان وثلاثين سنة، وقالوا: ابن بضع وأربعين سنة، وكانت ولايته ثلاث سنين وتسعة أشهر واثنين وعشرين يومًا. [تاريخ خليفة (٢٥٠)].