للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فبلغ ذلك عمرَ بن الخطاب من رأي عمرو بن العاص، فوالله ما كرهه (١). (٤: ٦١/ ٦٢).

وفي هذه السنة -أعني سنة سبع عشرة- كان خروج عمر إلى الشأم الخرْجة الأخيرة فلم يعد إليها بعد ذلك في قول سيف؛ وأما قول ابن إسحاق فقد مضى ذكره. (٤: ٦٣).

ذكر الخبر عن سيف في ذلد، والخبر عمَّا ذكره عن عمر في خرجته تلك أنه أحدث في مصالح المسلمين

١٩٦ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن أبي عثمان وأبي حارثة والرّبيع، قالوا: وخرج عمر وخلف عليًّا على المدينة، وخرج معه بالصحابة


(١) إسناده ضعيف، وأخرج الحاكم في مستدركه (٣/ ٢٧١): حدثنا أبو العباس ثنا بحر بن نصر حدثنا ابن وهب أخبرني عثمان بن عطاء عن أبيه أن معاذ بن جبل رضي الله عنه قام في الجيش الذي كان عليه حين وقع البلاء فقال: يا أيها الناس هذه رحمة ربكم ودعوة نبيكم وقَبْض الصالحين قبلكم ثم قال معاذ وهو يخطب: اللهم أدخل على آل معاذ نصيبهم الأوفى من هذه الرحمة. فبينا هو كذلك إذ أتي فقيل: طعن ابنك عبد الرحمن، فلما أن رأى أباه معاذًا قال: يقول عبد الرحمن: يا أبت {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} قال: يقول معاذ {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} فمات من الجمعة إلى الجمعة آل معاذ كلهم ثم كان هو آخرهم.
قلنا: وفي إسناده عثمان بن عطاء عن أبيه قال ابن حبان: في المجروحين (٢/ ١٠٠) أكثر روايته عن أبيه وأبوه لا يجوز الاحتجاج بروايته لما فيها من المقلوبات التي وهم فيها فلست أدري البلية في تلك الأخبار منه أو من ناحية أبيه - وقال أبو نعيم في الضعفاء / ت ١٥٥) عن أبيه أحاديث منكرة - وقال الحافظ في التقريب: عطاء بن عثمان ضعيف اهـ.
وأخرج الطبراني في المعجم الكبير (ح ٧٢٠٩) و (ح ٧٢١٠) وأحمد في المسند (٤/ ١٩٥) و (٤/ ١٩٦) من حديث شرحبيل بن شعفة وعبد الرحمن بن غنم وكذلك (٤/ ١٩٦) من حديث أبي منيب: أن عمرو بن العاص قال في الطاعون في آخر خطبة خطب الناس فقال: إن هذا رجس، مثل السيل من ينكبه أخطأه، ومثل النار من ينكبها أخطأته ومن أقام أحرقته وآذته، فقال لشرحبيل بن حسنة: إن هذا رحمة ربكم ودعوة نبيكم وقبض الصالحين قبلكم، وقال الهيثمي في المجمع (٢/ ٣١٢): وأسانيد أحمد حسان صحاح.
قلنا: وكذلك أخرجه الحاكم في المستدرك (٣/ ٢٧٦) من حديث عبد الرحمن بن غنم وفي آخره: (ولكنه رحمة ربكم ودعوة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - وفاة الصالحين قبلكم).

<<  <  ج: ص:  >  >>