[ثم دخلت سنة عشر ومائتين ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]
فمن ذلك وصول نصر بن شبَث فيها إلى بغداد، وجّه به عبد الله بن طاهر إلى المأمون، فكان دخوله إليها يوم الإثنين لسبع خلون من صفر، فأنزله مدينة أبي جعفر ووكّلَ به من يحفظه (١).
* * *
[ذكر الخبر عن ظفر المأمون بابن عائشة ورفقائه]
وفيها ظهر المأمون على إبراهيم بن محمد بن عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام، الذي يقال له ابن عائشة ومحمد بن إبراهيم الإفريقيّ ومالك بن شاهي وفرج البَغواريّ ومَنْ كان معهم ممّن كان يسعى في البيعة لإبراهيم بن المهديّ، وكان الذي أطلعه عليهم وعلى ما كانوا يسعوْن فيه من ذلك عمران القَطْرَبُّليُّ؛ فأرسل إليهم المأمون يوم السبت - فيما ذُكر - لخمس خلوْن من صفر سنة عشر ومائتين؛ فأمر المأمون بإبراهيم بن عائشة أن يقامَ ثلاثة أيام في الشمس على باب دار المأمون، ثم ضربه يوم الثلاثاء بالسِّياط، ثم حبسه في المطبَق، ثم ضرب مالك بن شاهي وأصحابه، وكتبوا للمأمون أسماء مَنْ دخل معهم في هذا الأمر من القوّاد والجند وسائر الناس، فلم يعرض المأمون لأحد ممن كتبوا له؛ ولم يأمن أن يكونوا قد قذفوا أقوامًا بُرَاء، وكانوا اتّعدوا أن يقطعوا الجسر إذا خرج الجند يتلقوْن نصر بن شبث، فغُمِر بهم فأخِذوا، ودخل نصر بن شبَث بعد ذلك وحده؛ ولم يوجَّه إليه أحدٌ من الجند، فأنزل عند إسحاق بن إبراهيم، ثم حُوّل إلى مدينة أبي جعفر.