للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غضب عليه المعتمد وحبسه وقيّده، وانتهب داره ودار ابنيْه وهب وإبراهيم، واستوزر الحسن بن مخلّد لثلاث بقين من ذي القعدة، فشخص الموفّق من بغداد ومعه عبيد الله بن سليمان، فلما قرب أبو أحمد من سامُرّا تحوّل المعتمد إلى الجانب الغربيّ، فعسكر به، ونزل أبو أحمد ومَنْ معه جزيرة المؤيد، واختلفت الرسل بينهما، فلمّا كان بعد أيام خَلَوْن من ذي الحجة، صار المعتمد إلى حَرّاقة في دِجْلة، وصار إليه أخوه أبو أحمد في زَلّالٍ؛ فخلع على أبي أحمد وعلى مسرور البلخيّ وكيْغَلغ وأحمد بن موسى بن بغا، فلما كان يوم الثلاثاء لثمان خلَوْن من ذي الحجة يوم التَّروية عَبَر أهلُ عسكر أبي أحمد إلى عسكر المعتمد، وأطلق سليمان بن وهب، ورجع المعتمد إلى الجوْسق، وهرب الحسن بن مخلّد وأحمَد بن صالح بن شيرزاد، وكتب في قبض أموالهما وأموال أسبابهما، وحبس أحمد بن أبي الأصبغ، وهرب القوّاد المقيمون الذين كانوا بسامرّا إلى تَكْريت، وتغيّب أبو موسى بن المتوكل، ثم ظهر، ثم شخص القوّاد الذين كانوا صاروا إلى تَكْرِيت إلى الموْصل، ووضعوا أيديهم في الجباية.

* * *

وحجّ بالناس في هذه السنة هارون بن محمد بن إسحاق بن موسى بن عيسى الهاشميّ الكوفيّ (١).

* * *

ثم دخلت سنة خمس وستين ومئتين ذكر الخبر عمّا كان فيها من الأحداث

[ذكر الوقعة بين أحمد بن ليثويه وسليمان قائد الزنج] (٢)

فمن ذلك ما كان من وقعة كانت بين أحمد بن لَيْثويْه وسليمان بن جامع قائد صاحب الزَّنج بناحية جُنْبُلاء.

* ذكر الخبر عن هذه الوقعة وسببها:

ذُكر: أن سليمان بن جامع كتب إلى صاحب الزَّنج، يخبره بحال نهر يعرف


(١) انظر المنتظم (١٢/ ١٩١).
(٢) انظر البداية والنهاية (٨/ ٢٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>