للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة ثمانين]

ذكر الأحداث الجليلة التي كانت في هذه السنة.

وفي هذه السنة جاء - فيما حدّثت عن ابن سعد، عن محمد بن عمر الواقديّ - سيل بمكة ذهب بالحجّاج، فغَرِقت بيوتُ مكة فسمّي ذلك العامُ عامَ الجُحَاف، لأنّ ذلك السيل جَحَف كلّ شيء مَرّ به.

قال محمد بن عمر: حدّثني محمد بن رفاعة بن ثعلبة، عن أبيه، عن جدّه قال: جاء السيلُ حتى ذهب بالحُجّاج ببطن مكة، فسمي لذلك عامَ الجُحاف، ولقد رأيتُ الإبل عليها الحمولة والرجال والنساء تَمرّ بهم ما لأحد فيهم حيلة، وإني لأنظر إلى الماء قد بلغ الركنَ وجاوَزَه (١). (٦: ٣٢٥).

وفي هذه السنة كان بالبَصرة طاعونُ الجارف، فيما زعم الواقديّ (٢). [٦: ٣٢٥].

ذكر خبر غزو المهلّب ما وراء النهر

وفي هذه السنة قطع المهلب نهرَ بَلْخ فنزل على كِسّ، فذكر عليّ بن محمد، عن المفضّل بن محمد وغيره أنه كان على مقدّمة المهلب حين نزل على كسّ أبو الأدهم زيادُ بن عمرو الزِّمّانيّ في ثلاثة آلاف وهم خمسةُ آلاف إلا أنّ أبا الأدهم كان يُغني غَناءَ ألفَين في البأس والتدبير والنصيحة قال: فأتى المهلب وهو نازل على كسّ ابن عمّ ملك الخُتَّل، فدعاه إلى غزو الخُتّل، فوجّه معه ابنه يزيد، فنزل في عسكره، ونزل ابن عمّ الملك - وكان الملك يومئذ اسمه السّبْل - في عسكره على ناحية، فبيّت السَّبْل ابن عمه، فكبر في عسكره، فظن ابن عمّ السبْل أنّ العرب قد غَدَرُوا به، وأنهم خافُوه على الغدر حين اعتزل عسكرَهم، فأسره السبلُ، فأتى به قلعتَه فقتله، قال: فأطاف يزيدُ بن المهلب بقلعة السَّبْل،


(١) وقال قتيبة: وكان سيل الجحاف الذي ذهب بالحجاج بمكة المكرمة سنة ثمانين. [المعارف ص ٣٥٧].
(٢) قلنا: بينما ذكر خليفة أن الطاعون أصاب أهل الشام في هذا العام. [خليفة ص ٢٧٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>