سمانة، فضُرب له بالأعمدة حتى أقرَّ بسبعين ألف دينار، فوجّه معه مباركًا المغربيّ إلى بغداد حتى استخرجها من منزله، وجيء به فحُبس.
* * *
[ذكر غضب المتوكل علي أبي الوزير وغيره](١)
وفيها غضب المتوكل على أبي الوزير في ذي الحجة، وأمر بمحاسبته، فحمل نحوًا من ستين ألف دينار، وحمل بدورَ دراهم وحليًّا، وأخذ له من متاع مصر اثنين وستين سَفطًا واثنين وثلاثين غلامًا وفرشًا كثيرًا، وحبس بخيانته محمد بن عبد الملك أخا موسى بن عبد الملك والهيثم بن خالد النصرانيّ وابن أخيه سعدون بن عليّ، وصولح سعدون على أربعين ألف دينار، وصولح ابنا أخيه عبد الله وأحمد على نيّف وثلاثين ألف دينار؛ وأخذت ضياعهم بذلك.
* * *
وفي هذه السنة استكتب المتوكل محمد بن الفضل الجرجرائيّ.
وفي هذه السنة عزل المتوكل يوم الأربعاء لثلاث عشرة بقيَت من شهر رمضان
(١) هذه أخبار ذكرها الطبري وأعني القبض على الكتاب والوزراء المذكورين آنفًا خلال هذه السنة (٢٣٣ هـ) ولم يذكر الطبري ما ذكر بإسنادٍ - ولم يتطرق خليفة ولا البسوي هذه الأمور وكذلك غيرهما من المؤرخين المتقدمين الثقات فلا نستطيع أن نقول بصحتها وإن كان ذكر الطبري لها على جانب من الأهمية لأن الطبري وإن لم يعاصر تلك الأحداث ولم يكن يومها في دار الخلافة بل كان صغيرًا في بلده أمل (من طبرستان) لم يتجاوز العاشرة من عمره إلا أنه رحل إلى بغداد بعد فترة والتقى بمن أخبره هذه الأخبار فلعله التقى بشهود عيان أو سمعها من أفواه الناس دون ذكر لمن هو ثقة دون غيره خلاصة القول: إن كانت هذه الأخبار صحيحة فهي دلالة واضحة على انفلات الأمور من عقالها وخوض الوزراء والكتاب في المال العام واكتسابهم الثروة من طرق غير مشروعة وكل ذلك مخالف لأصول ونصوص السياسة الشرعية ومخالف لما كان عليه الخلفاء الراشدون ومن بعدهم كثير من الخلفاء الأمويين كسيدنا معاوية رضي الله عنه وابن عبد العزيز وهشام بن عبد الملك ومن بعدهم خلفاء بني العباس كالمنصور وغيره وعلى ما يبدو فإن اضطراب أمر الوزراء والكتاب بدا جليًا أيام الواثق عندما تمكنوا من إدارة الأمور وجباية الأموال والله تعالى أعلم.