للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة إحدى وستين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]

فممّا كان من ذلك خروج حكيم المقنّع بخُراسان من قرية من قرى مَرْو، وكان -فيما ذكر- يقول بتناسخ الأرواح، يعود ذلك إلى نفسه، فاستغوى بشرًا كثيرًا، وقوى وصار إلى ما وراء النهر، فوجّه المهديّ لقتاله عدّة من قُوّاده؛ فيهم مُعاذ بن مسلم، وهو يومئذ على خُراسان، ومعه عُقْبة بن مسلم وجبرئيل بن يحيى وليث مولى المهديّ، ثم أفرد المهديّ لمحاربته سعيدًا الحرَشيّ، وضمّ إليه القوّاد؛ وابتدأ المقنّع بجمع الطعام عُدّةً للحصار في قلعة بكشّ (١).

وفيها غزا الصَّائفة ثمامة بن الوليد، فنزل دابق، وجاشت الرّوم وهو مغترّ، فأتت طلائعه وعيونه بذلك، فلم يحفل بما جاءوا به، وخرج إلى الرّوم، وعليها ميخائيل بسرعَان الناس، فأصيب من المسلمين عِدّة، وكان عيسى بن عليّ مرابطًا بحصن مَرْعش يومئذ، فلم يكن للمسلمين في ذلك العام صائفة من أجل ذلك (٢).


(١) ذكر البسوي أصل الخبر فقال ضمن حديثه عن وقائع سنة (١٦١ هـ): وفيها خرج المقنع بخراسان [المعرفة ١/ ٢٧].
(٢) بينما ذكر خليفة هذا الخبر مفرقًا بين أحداث ١٦٠ و ١٦١ هـ. فقال ضمن حديثه عن وقائع (سنة ١٦٠ هـ): الصائفة: ثمامة بن الوليد بن القعقاع بن خليد العبسي فغنم وسلم [تأريخ خليفة / ٢٨٣] ثم قال عند ذكره الأحداث سنة (١٦١ هـ): فيها خرج ميخائيل البطريق من ناحية درب الحدث فأتى عقبة حرتنا فظفر بأهلها وأتى قرية غندران فقتل وسبى وحرقها بالنار ثم أتى مرعش وفيها عيسى بن علي مرابطًا فخرج إليه سالم البرنسي فقاتله فلم يصل إلى شيء ثم أتى جيحان فبعث ثمامة بن الوليد وكان غازيًا بالروم ملالة بن حكمة في طلب ميخائيل فلحقه بالدرب فأصيب ملالة وأصحابه [المصدر السابق / ٢٨٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>