للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها أمر المهديّ ببناء القصور في طريق مكة أوسع من القصور التي كان أبو العباس بناها من القادسيَّة إلى زُبالة وأمر بالزيادة في قصور أبي العباس، وترك منازل أبي جعفر التي كان بناها على حالها، وأمر باتّخاذ المصانع في كلّ منهل، وبتجديد الأميال والبرَك، وحفر الرّكايا مع المصانع، وولّى ذلك يقطين بن موسى، فلم يزل ذلك إليه إلى سنة إحدى وسبعين ومائة، وكان خليفة يقطين في ذلك أخوه أبو موسى.

وفيها أمر المهديّ بالزيادة في مسجد الجامع بالبصرة، فزيد فيه من مقدّمه ممَّا يلي القبلة، وعن يمينه مما يلي رحبة بني سُليم، وولّى بناء ذلك محمد بن سليمان وهو يومئذ والي البصرة (١).

وفيها أمر المهديّ بنزع المقاصير من مساجد الجماعات وتقصير المنابر وتصييرها إلى المقدار الذي عليه منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكتب بذلك إلى الآفاق فعُمل به (٢).

وفيها ولّى نصر بن محمد بن الأشعث السند مكان روح بن حاتم وشخص إليها حتى قدمها ثم عزل (٣) وفيها استقضى المهدي عافية بن يزيد الأزدي فكان هو وابن علاثة يقضيان في عسكر المهدي في الرصافة، وكان القاضي بمدينة الشرقية عمر بن حبيب العدوي (٤).


(١) وقال البسوي وفيها (١٦١ هـ) أمر المهدي بالزيادة في المسجد الحرام ومسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومسجد الجماعة بالبصرة فزيد فيها وعليها [المعرفة والتأريخ ١/ ٢٨].
(٢) لم يورد البسوي ولا خليفة هذا الخبر بشكله هذا وإنما قال البسوي: وفيها فرغ المهدي من مقصورة مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[المعرفة ١/ ٢٨].
(٣) ذكر خليفة أن المهدي عيّن روح بن حاتم واليًا على السند سنة ١٥٩ هـ إلى أن عزله وأعاد نصر بن محمد الخزاعي ثم جاءه عهده وهو بالبلد ثم شخص عنها ثم عزله [تأريخ خليفة / ٢٩١].
(٤) قال خليفة بعد انتهائه من أحداث سنة (١٦٩ هـ) وذكره لعمال وقضاة المهدي: (وقضى =

<<  <  ج: ص:  >  >>