بأَرْعَنَ لم يدع لهمُ شَرِيدًا ... وعاقَبَهَا المُمِضَّ مِنَ العقابِ
وملع من جبال خُوط فيها تعمل الحزُم الملعيّة.
وفي هذه السنة نقل أسد من كان بالبَرُوقان من الجند إلى بلْخ، فأقطع كلّ مَن كان له بالبَرُوقان مسكنٌ مسكنًا بقدر مسْكنه، ومن لم يكن له مسكن أقطعه مسكنًا، وأراد أن ينزلهم على الأخماسِ، فقيل له: إنهم يتعصّبون، فخلط بينهم، وكان قسم لعمارة مدينة بلْخ الفعَلة على كلّ كُورة على قدر خراجها، وولَّى بناء لمدينة بلْخ برمك أبا خالد بن برمك، - وكان البَرُوقان منزل الأمراء وبين البَرُوقان وبين بلْخ فرسخان وبين المدينة والنوبهار قدر غَلْوتين - فقال أبو البريد في بنيان أسد مدينة بلْخ:
شَعفتْ فؤادكَ فالهوى لك شاعِفُ ... رِئمٌ على طِفل بحَوْملَ عاطفُ
ترعَى البَريَر بجانبيْ مُتَهدِّلٍ ... ريَّانَ لا يَعْشُو إليه آلِفُ
بمَحاضِرٍ مِنْ مُنْحنًى عَطفَتْ له ... بقَرٌ تَرَجَّح زَانَهنَّ رَوادفُ
إنَّ المباركةَ التي أحْصنتَها ... عُصِمَ الذَّلِيلُ بها وَقَرَّ الخائِفُ
فأراك فيها ما رَأَى مِنْ صَالحٍ ... فتحًا وأبوابُ السماءِ رَواعِفُ
فمضى لكَ الإِسمُ الذي يَرضى به ... عنك البصيرُ بما نويتَ الَّلاطف
يا خيْرَ ملكٍ ساسَ أمرَ رَعِيَّة ... إني على صِدْقِ اليمينِ لحالِفُ
اللهُ آمنَها بصُنعكَ بَعدَما ... كانت قلوبٌ خَوفهنّ رَواجِفُ
[٧ - ٤١/ ٤٢].
ثم دخلت سنة ثمان ومئة ذكر ما كان فيها من الأَحداث
وفيها أيضًا غزا إبرهيم بن هشام ففتحَ أيضًا حصنًا من حصون الروم (١) وفيها وجَّه بكير بن ماهان إلى خراسان عدّة؛ فيهم عمَّار العِبَاديّ؛ فوشى بهم رجل إلى أسد بن عبد الله، فأخذ عمّارًا فقطع يديه ورجليه ونجا أصحابه، فقدموا على بكير بن ماهان فأخبروه الخبر، فكتب بذلك إلى محمد بن عليّ، فكتب إليه في
(١) انظر المنتظم (٧/ ١٢١) والبداية والنهاية (٧/ ١٩٠).