للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظالمون! يقولها مرتين، فإذا سجد قال: الله أعلَى، الله أعظم، الله أعظم.

ومن شرائعه أنّ الصوم يومان في السنة، وهما المِهرجان والنوْروز؛ وأن النبيذ حرام والخمر حلال؛ ولا غُسْلَ من جنابة إلا الوضوء كوضوء الصلاة، وأنّ مَنْ حاربه وجب قتلُه، ومن لم يحاربه ممن خالفه أخِذَت منه الجزية ولا يُؤكل كلّ ذي ناب، ولا كلّ ذي مخْلب.

وكان مصير قَرْمط إلى سَواد الكوفة قبل قتل صاحب الزَّنْج؛ وذلك أن بعض أصحابنا ذكر عن سلف زكرويه: أنه قال: قال لي قَرْمط: صرتُ إلى صاحب الزَّنْج، ووصلت إليه، وقلت له: إني على مذهب، وورائي مئة ألف سيف؛ فناظرْني، فإن اتفقنا على المذهب ملتُ بمَنْ معي إليك، وإن تكن الأخرى انصرفتُ عنك، وقلت له: تعطيني الأمان؟ ففعل.

قال: فناظرته إلى الظهر، فتبيّن لي في آخر مناظرتي إياه أنه على خلاف أمري، وقام إلى الصلاة، فانسللت، فمضيت خارجًا من مدينته، وصرت إلى سواد الكوفة (١).

* * *

[ذكر خبر غزو الروم ووفاة يازمان في هذه الغزوة] (٢)

ولخمس بقين من جمادى الآخرة من هذه السنة، دخل أحمد العُجيفيّ مدينة طَرَشوس، وغزا مع يازمان غَزاة الصّائفة، فبلغ سَلَنْدو.

وفي هذه الغزاة مات يازمان، وكان سببُ موته أن شظيّةً من حجر مِنْجنيق أصاب أضلاعه وهو مقيم على حصن سَلَنْدُو؛ فارتحل العسكر؛ وقد كانوا أشرفوا على فتحه، فتُوفِّيَ في الطريق من غدِه يوم الجمعهّ، لأربع عشرة ليلة خلتْ من رجب، وحُمِل إلى طَرَسُوس على أكتاف الرجال فدُفن هناك.

وحجّ بالناس في هذه السنة هارون بن محمد الهاشميّ.

* * *


(١) عن منشأ القرامطة ومذاهبهم الفاسدة انظر المنتظم فقد أفرد فصولًا لشرح أحوالهم وضلالاتهم استغرقت صفحات عديدة (المنتظم ١٢/ ٢٨٨ - ٣٠٠).
(٢) لوفاة يازمان انظر النجوم الزاهرة (٣/ ٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>