إسماعيل بن أحمد صاحب خُراسان على السلطان بخبر وقعة كانت بين أصحابه وبين ابن جُسْتان الديلميّ بطبرستان، وأن أصحابه هزموه، وقرئ بذلك كتابه بمسجدي الجامع ببغداد.
وفيها لحق رجل يقال له إسحاق الفرغانيّ من أصحاب بَدْر لمّا قُتِل بدر إلى ناحية البادية في جماعة من أصحابه على الخلاف على السلطان؛ فكانت بينه هنالك وبين أبي الأغرّ وقعة، هُزِم فيها أبو الأغرّ، وقتِل من أصحابه ومن قوّاده عدّة، ثمَّ أشخِص مؤنس الخازن في جمع كثيف إلى الكوفة لحرب إسحاق الفَرْغانيّ.
ولسلخ ذي القعدة خُلِع على خاقان المفلحيّ، ووُلِّيَ معونة الريّ، وضمّ إليه خمسة آلاف رجل.
وفيها ظهر بالشام رجل جمع جموعًا كثيرة من الأعراب وغيرهم، فأتى بهم دمشق، وبها طُغْج بن جُفّ من قِبَل هارون بن خمارويه بن أحمد بن طولون على المعونة، وذلك في آخر هذه السنة، فكانت بين طُغْج، وبينه وقعات كثيرة قُتل فيها - فيما ذكر - خلق كثير.
* * *
ذكر خبر هذا الرجل الذي ظهر بالشام وما كان من سبب ظهوره بها (١)
ذكر: أن زكروَيْه بن مهرويْه الذي ذكرنا أنَّه كان داعية قرمط لمّا تتابع من المعتضد توجيه الجيوش إلى من بسواد الكوفة من القرامطة، وألحّ في طلبهم، وأثخن فيهم القتل، ورأى أنَّه لا مدفع عن أنفسهم عند أهل السواد ولا غَناء، سعى في استغواء من قَرُب من الكوفة من أعراب أسد وطيَئ وتميم وغيرهم من
(١) لقد ذكر الطبري هنا خبرًا طويلًا وتفاصيل دقيقة بينما ذكر ابن الجوزي خبرًا عامًّا عن خروج القرامطة في هذه السنة دون ذكر لاسم قائدهم [المنتظم ١٣/ ٦] وكذلك فعل (في البداية والنهاية) ابن كثير [٨/ ٢٦٩] إلا أن ابن الجوزي ذكر اسم قائد القرامطة فيما بعد ضمن أحداث سنة (٢٩٠ هـ).