للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر اليوم الذي نُبِّيء فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الشهر الذي نُبِّيء فيه وما جاء في ذلك

واختلفوا في أيّ الأثانين كان ذلك؟ فقال بعضُهم: نزل القرآن على رسول - صلى الله عليه وسلم - لثمانِيَ عشرة خَلَتْ من رمضان.

ذكر من قال ذلك.

١ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حَدَّثنا سلَمة، قال: حدَّثني محمد بن إسحاق عن الحسَن بن دينار، عن أيّوب، عن أبي قُلابة عبد الله بن زيد الجَرْمي: أنه كان يقول - فيما بلغه وانتهى إليه من العلم -: أُنزِل الفرقان على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لثمانيَ عشرة ليلةً خَلَتْ من رمضان (١). (٢٩٣: ٢/ ٢٩٤).


(١) إسناده ضعيف لضعف شيخ الطبري (محمد بن حميد الرازي) وعنعنة ابن إسحاق فهو مدلّس وحديثه حسن إذا صرَّح بالتحديث، ولم يصرّح هنا، وكذلك فإن عبد الله بن يزيد تابعي فالإسناد منقطع كذلك. وأخرج ابن سعد في طبقاته (١/ ١٩٤) أخبر محمد بن عمر بن واقد قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن أبي جعفر قال: نزل الملك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحراء يوم الإثنين لسبع عشرة خلت من شهر رمضان ورسول الله يومئذ ابن أربعين سنة وجبريل الذي كان ينزل عليه الوحي.
قلنا: وهذا إسناد ضعيف لضعف شيخ ابن سعد وكذلك لضعف إسحاق بن أبي فروة الذي قال فيه البخاري في الكبير (١/ ١ / ٣٩٦): تركوه، وقال أيضًا: نهى ابن حنبل عن حديثه والله أعلم.
ولقد أشار الطبري في تأريخه إلى ذلك (٢/ ٢٩٤) دون ذكر الرواية في ذلك. فقال: وقال آخرون: بل نزل لسبع عشرة خلت من رمضان واستشهدوا لتحقيق ذلك بقول الله عزَّ وجلَّ: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} وذلك ملتقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمشركين ببدر وأن التقاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمشركين ببدر كان صبيحة سبع عشرة من رمضان. اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>