للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عُتبة بن ربيعة، وتوفِّي وهو ابن ثلاث عشرة سنةً وثمانية عشر يومًا (١).

وفي هذه السنة بايع أهلُ البصرة عبيد الله بن زياد، على أن يقوم لهم بأمرهم حتى يصطلح الناسُ على إمام يرتضُونه لأنفسهم، ثم أرسل عبيد الله رسولًا إلى الكُوفة يدعوهم إلى مِثل الذي فعل من ذلك أهل البصرة، فأبوْا عليه، وحصبوا الوالي الذي كان عليهم، ثمّ خالفه أهلُ البصرة أيضًا، فهاجت بالبصرة فتنة، ولحق عبيد الله بن زياد بالشأم (٢).

[ذكر الخبر عما كان من أمر عبيد الله بن زياد وأمر أهل البصرة معه بها بعد موت يزيد]

وحدّثني عمر بن شبّة، قال: حدّثني موسى بن إسماعيل، قال: حدَّثنا حَماد بن سلَمة، عن عليّ بن يزيد، عن الحسن، قال: كتب الضحاك بن قيس إلى قيس بن الهيثم حين مات يزيد بن معاوية: سلامٌ عليك، أمّا بعد، فإن يزيد بن معاوية قد مات، وأنتم إخواننا، فلا تسبقونا بشيء حتى نختار لأنفسنا (٣) [٥: ٥٠٤].


(١) وقال خليفة متحدثًا عن وفاة معاوية بن يزيد: ولم يزل مريضًا حتى مات وهو ابن إحدى وعشرين سنة، ويقال: عشرين سنة وصلى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وكانت ولايته نحوًا من شهر ونصف.
ويقال: مات معاوية بعد أبيه يزيد بأربعين يومًا وهو ابن ثمان عشرة سنة. [خليفة (٢٥٠)].
وأرخ الحافظ ابن كثير لوفاة معاوية بن يزيد بسنة ٦٤ هـ وقال: وكان في مدة ولايته مريضًا لم يخرج إلى الناس، وكان الضحاك بن قيس هو الذي يصلي بالناس ويسدّ الأمور ...
وقال أيضًا: وصلى عليه خالد (أخوه) وقيل: عثمان بن عنبسة، وقيل: الوليد بن عتبة وهو الصحيح، فإنه أوصى بذلك. [البداية والنهاية (٦/ ٤٧١)].
(٢) قلنا: سنتطرق إلى هروب عبيد الله بن زياد بعد (٥/ ٥١١) إن شاء الله.
(٣) قلنا: في إسناده علي بن زيد، وهو ضعيف، وأخرجه أحمد من طريق على هذا في مسنده بأطول منه وفيه متن مرفوع (٣/ ٤٥٣).
وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني من طرق فيها علي بن زيد وهو سيئ الحفظ وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح. [مجمع الزوائد (٧/ ٣٠٨)].
قلنا: والصحيح أن النعمان بن بشير كتب إلى قيس بن الهيثم، كما أخرج أحمد بسند حسن: =

<<  <  ج: ص:  >  >>