للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها غزا سيما خليفة أحمد بن طولون على الثغور الشامية في ثلثمئة رجل من أهل طَرَسُوس، فخرج عليهم العدوّ في بلاد هَرقلة، وهم نحو من أربعة آلاف، فاقتتلوا قتالًا شديدًا، فقتل المسلمون من العدوّ خَلْقًا كَثيرًا، وأصيب من المسلمين جماعة كثيرة.

وفيها كانت بين إسحاق بن كُنْدَاجيق وإسحاق بن أيوب وقْعة، هزم فيها ابن كنداجيق إسحاق بن أيوب، فألحقه بنصيبين، وأخَذ ما في عسكره، وقتل من أصحابه جماعة كثيرة، وتبعه ابن كُنْدَاجيق، وصار إلى نَصيبين، فدخلها، وهرب إسحاق بن أيوب منه، واستنجد عليه عيسى بن الشيخ وهو بآمِد وأبا المَغراء بن موسى بن زرارة؛ وهو بأزْرَن، فتظاهروا على ابن كُنْدَاجيق، وبعث السلطان إلى ابن كُنْدَاجيق بخلع ولواء على الموصل وديار ربيعة وأرمينيَة مع يوسف بن يعقوب، فخلع عليه، فبعثوا يطلبون الصّلح، ويبذلون له مالًا على أن يُقِرّهم على أعمالهم مئتي ألف دينار.

وفيها وافى محمد بن أبي الساج مكة، فحاربه ابن المخزوميّ، فهزمه ابن أبي الساج، واستباح ماله؛ وذلك يوم التروية من هذه السنة (١).

* * *

[[ذكر خبر دخول أصحاب قائد الزنج رامهرمز]]

وفيها دخل أصحاب قائد الزنج رَامَهُرْمُز.

* ذكر الخبر عن سبب مصيرهم إليها:

قد ذكرنا قبلُ ما كان من أمر محمد بن عبيد الله الكرديّ وعليّ بن أبان صاحب الخبيث، حين تلاقيَا على صلْح منهما، فذُكِر أنّ عليًّا كان قد احتجن على محمد ضِغْنًا في نفسه؛ لما كان في سفره ذلك؛ وكان يرصده بشرّ، وقد عرف ذلك منه محمد بن عبيد الله، وكان يروم النَّجاة منه؛ فكاتبَ ابنَ الخبيث المعروف بأنكلاي، وسأله مسألة الخبيث ضمّ ناحيته إليه لتزول يد عليّ منه، وهاداه،


(١) انظر البداية والنهاية (٨/ ٢٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>