للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بذلك على يوسف بن يعقوب يعلمه أنه أراد بذلك الترفيه على الناس، والرفْق بهم، وأمر أن يُقْرأ كتابه على الناس، ففعل (١).

* * *

وفيها قدم ابن الجصاص من مصر بابنة أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون التي تزوّجها المعتضد، ومعها أحد عمومتها، فكان دخوُلهم بغداد يوم الأحد لليلتين خَلَتا من المحرّم، وأدخِلت للحرم ليلة الأحد، ونزلت في دار صاعد بن مخلَد؛ وكان المعتضد غائبًا بالموصل (٢).

وفيها مُنِع الناس من عمل ما كانوا يعملون في نَيْروز العجم من صبّ الماء ورفع النيران وغير ذلك (٣).

* * *

[[ذكر أمر المعتضد مع حمدان بن حمدون]]

وفيها كتب المعتضد من الموْصِل إلى إسحاق بن أيوب وحمدان بن حمدون بالمصير إليه؛ فأما إسحاق بن أيوب فسارعَ إلى ذلك، وأما حمدان بن حمدون فتحصّن في قلاعه، وغيّب أمواله وحُرَمه، فوجّه إليه المعتضد الجيوش مع وصيف مُوشْكير ونصر القُشورِيّ وغيرهما؛ فصادفوا الحسن بن عليّ كوره وأصحابه مُنيخين على قَلْعة لحمدان، بموضع يعرف بدير الزعفران من أرض الموصِل، وفيها الحسين بن حمدان، فلما رأى الحسين أوائل العسكر مقبلين طلب الأمان فأومن، وصار الحسين إلى المعتضد، وسلّم القلعة، فأمر بهدمها، وأغذّ وصيف موشْكير السَّيْر في طلب حمدان، وكان قد صار بموضع يعرف بباسُورين بين دجلة ونهر عظيم، وكان الماء زائدًا، فعبَر أصحاب وصيف إليه ونذر بهم، فركب وأصحابه ودافعوا عن أنفسهم، حتى قتِل أكثرهم، فألقَى حمدان نفسه في زَورق كان معدًّا له في دجلة، ومعه كاتب له نصرانيٌّ يسمى


(١) انظر المنتظم (١٢/ ٣٤٣).
(٢) انظر المنتظم (١٢/ ٣٤٣).
(٣) انظر المنتظم (١٢/ ٣٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>