أتاني وعيدٌ من زيادٍ فلم أَنم ... وسَيْلُ اللِّوَى دوني فَهضْبُ التَّهائمِ
فبتُّ كأَني مُشعَرٌ خَيبَريّةً ... سَرَت في عظامي أو سِمَامَ الأَراقمِ
زيادَ بن حَربٍ لن أظُنَّكَ تاركي ... وذا الضِّغْنِ قد خَشَّمْتَهُ غيرَ ظالم
قال: وأنشدَنيه عمرو:
وبالضّغن قد خشّمتني غير ظالم
وقد كافَحت منِّي العراقَ قَصيدةٌ ... رَجُومٌ مع الماضي رؤوسَ المخارِم
خَفيفةُ أفواهِ الرُّواةِ ثقيلة ... على قِرْنها نَزالةٌ بالموَاسم
وهي طويلة.
فلم نزل بين مكة والمدينة حتى هلك زياد (١). (٥: ٢٤٧/ ٢٤٨ / ٢٤٩/ ٢٥٠)
* * *
[ذكر الخبر عن غزوة الحكم بن عمرو جبل الأشل وسبب هلاكه]
حدّثني عمرُ بن شبّة، قال: حدّثني حاتم بن قَبيصة، قال: حدّثنا غالب بن سليمان عن عبد الرحمن بن صبح، قال: كنتُ مع الحكَم بن عمرو بخُراسان، فكتب زيادٌ إلى عمرو: إنّ أهلَ جبل الأشلّ سلاحُهم اللُّبود، وآنيتهم الذّهب. فغزاهم حتى توسّطوا، فأخذوا بالشِّعاب والطرق، فأحدقوا به، فعيّ بالأمر، فولّى المهلّب الحرب، فلم يزل المهلب يحتال حتى أخذ عظيمًا من عظمائهم، فقال له: اخترْ بين أن أقتلَك، وبين أن تُخرِجَنا من هذا المَضيق؛ فقال له: أَوْقِد النارَ حيالَ الطريق من هذه الطُّرُق، ومر بالأثقال فلتُوجَّه نحوه، حتى إذا ظنّ القوم أنكم قد دخلتم الطريق لتسلكوه فإنّهم يستجمعون لكم، ويُعَرُّون ما سواه من الطرق، فبادِرْهم إلى غيره فإنهم لا يدركونك حتى تخرج منه، ففعلوا ذلك،