وفيها حُمل محمد بن عليّ بن خلف العطار وجماعة من الطالبيين من بغداد إلى سامُرّا، فيهم أبو أحمد محمد بن جعفر بن حسن بن جعفر بن حسن بن حسن بن عليّ بن أبي طالب، وحمل معهم أبو هاشم داود بن القاسم الجعفريّ وذلك لثمانٍ خلون من شعبان منها.
* ذكر السبب في حملهم:
وكان السبب - فيما ذكر - أنّ رجلًا مَن الطالبيين شخص من بغداد في جماعة من الجيشية والشاكريّة إلى ناحية الكوفة، وكانت الكوفة وسوادها من عمل أبي الساج في تلك الأيام؛ وكان مقيمًا ببغداد لمناظرة ابن طاهر إياه في الخروج إلى الريّ، فلما بلغ ابنَ طاهر خبرُ الطالبيّ الشاخص من بغداد إلى ناحية الكوفة، أمر أبا الساج بالشخوص إلى عمله بالكوفة، فقدّم أبو الساج خليفته عبد الرحمن إلى الكوفة، فلقيَ أبا الساج أبو هاشم الجعفريّ مع جماعة معه من الطالبيين ببغداد، فكلموه في أمر الطالبيّ الشاخص إلى الكوفة، فقال لهم أبو الساج؛ قولوا له يتنحَّى عنّي، ولا أراه، فلمَّا صار عبد الرحمن خليفة أبي الساج إلى الكوفة ودخلها رُمِيَ بالحجارة حتى صار إلى المسجد، فظنُّوا أنه جاء لحرب العلويّ، فقال لهم: إني لست بعامل؛ إنما أنا رجل وجِّهتُ لحرب الأعراب، فكفّوا عنه؛ وأقام بالكوفة، وكان أبو أحمد محمد بن جعفر الطالبيّ الذي ذكرت أنه حمل من الطالبيين إلى سامُرّا كان المعتزّ ولاه الكوفة بعدما هزم مزاحمُ بن خاقان العلويّ الذي كان وُجِّه لقتاله بها الذي قد مضى ذكره قبل في موضعه فعاث - فيما ذكر - أبو أحمد هذا في نواحي الكوفة وآذى الناس، وأخذ أموالهم وضياعهم، فلمّا أقام خليفة أبي الساج بالكوفة لطف لأبي أحمد العلَويّ هذا وآنسه حتى خالطه في المؤاكلة والمشاربة، وداخلَهُ. ثم خرج متنزّهًا معه إلى بستان من بساتين الكُوفة، فأمسى وقد عبّى له عبد الرحمن أصحابه، فقتده وحمله مقيّدًا بالليل على بغال الدخول؛ حتى ورد به بغداد في أول شهر ربيع الآخر، فلما أتى به محمد بن عبد الله حَبسه عنده، ثم أخذ منه كفيلًا وأطلقه، ووجِدت مع ابن أخ لمحمد بن عليّ بن خلف العطار كُتبٌ من الحسن بن زيد؛