للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلت: إنِّي على الحقّ، وإنهم على الباطل، فقال: اضرب بمن أطاعك مَنْ عصاك ومن ترك أمرَك، فإن كان أعزّ للإسلام وأصلح له أن يُضرب عنُقه فاضرب عنقه، فاستكتبتهُ، فلما ولّي رأيتُ ما صنع، وعلمتُ أنه قد اجتهد لي رأيه، وأعجلت السَّبَئيّةُ عليًّا عن المقام، وارتحلوا بغير إذنه، فارتحل في آثارهم ليقطع عليهم أمرًا إن كانوا أرادوه، وقد كان له فيها مقام (١). (٤: ٥٤٣/ ٥٤٤).

١٠٥٢ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحة، قالا: علم أهلُ المدينة بيوم الجمل يومَ الخميس قبل أن تغرب الشمس من نَسْر مرَّ بما حول المدينة، معه شيء متعلّقه، فتأمّله الناس فوقع، فإذا كفٌّ فيها خاتم، نقشه "عبد الرحمن بن عتّاب"، وجفل مَن بين مكة والمدينة من أهل البصرة، مَنْ قرُب من البصرة أو بعُد، وقد علموا بالوقعة مما ينقل إليهم النُّسور من الأيدي والأقدام (٢). (٤: ٥٤٤).

تجهيز عليّ عليه السلام عائشةَ رضي الله عنها من البصرة

١٠٥٣ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة، قالا: وجهّز عليّ عائشة بكلّ شيء ينبغي لها من مركَب، أو زاد، أو متاع، وأخرج معها كلَّ من نجا ممّن خرج معها إلّا من أحبّ المقام، واختار لها أربعين امرأةً من نساء أهل البصرة المعروفات، وقال: تجهّز يا محمّد! فبلِّغها. فلما كان اليوم الذي ترتحل فيه؛ جاءها حتى وقف لها، وحضر الناس، فخرجتْ على الناس، وودّعوها، وودّعتهم، وقالت: يا بَنيّ! تَعتَّب بعضُنا على بعض استبطاءً واستزادة، فلا يعتدّنّ أحدٌ منكم على أحد بشيء بلغه من ذلك؛ إنه والله ما كان بيني وبين عليّ في القديم إلّا ما يكون بين المرأة وأحمائهَا؛ وإنه عندي على معتبتي من الأخيار. وقال عليٌّ: يا أيها الناس! صدقتْ والله وبَرّت، ما كان بيني وبينها إلّا ذلك، وإنها لزوجة نبيِّكم - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا والآخرة.


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف وفي متنه نكارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>