وقد عذِّب ولقي شرًّا، وقدم النَّضْريّ يوم السبت للنصف من شوال سنة أربع ومئة.
قال محمد بن عمر: حدّثني إبراهيم بن عبد الله بن أبي فرْوة، عن الزّهريّ، قال: قلت لعبد الرحمن بن الضحاك: إنك تقدم على قومِك وهم ينكرون كلّ شيء خالف فعلهم، فالزم ما أجمعوا عليه، وشاور القاسم بن محمد وسالم بن عبد الله؛ فإنهما لا يألوانك رشدًا، قال الزهريّ: فلم يأخذ بشيء من ذلك وعادى الأنصار طرًّا، وضرب أبا بكر بن حزم ظلمًا وعدوانًا في باطل فما بقي منهم شاعر إلَّا هجاه ولا صالح إلَّا عابه وأتاه بالقبيح، فلما ولي هشام رأيتُه ذليلًا (١)[٧/ ١٢ - ١٤].
وفي هذه السنة غزا الجرّاح بن عبد الله الحكَمىّ وهو أمير على أرمينيَة وأذْرَبيجان - أرض الترك ففُتح على يديه بَلَنْجَرَ وهْزم الترك وغزقهم وعامة ذرارتهم في الماء، وسبوا ما شاؤوا، وفتح الحصون التي تلي بَلنْجر وجلا عامة أهلها.
وفيها ولد - فيما ذكر - أبو العباس عبد الله بن محمد بن عليّ في شهر ربيع الآخر.
وفيها دخل أبو محمد الصادق وعِدّة من أصحابه من خُراسان إلى محمد بن عليّ وقد ولد أبو العباس قبل ذلك بخمس عشرة ليلة، فأخرجه إليهم في خِرْقة وقال لهم: والله ليتمنّ هذا الأسر حتى تدركوا ثأركم من عدوّكم.
وفي هذه السنة عزل عمر بن هبيرة سعيد بن عمرو الحَرَشيّ عن خُراسان، وولّاها مسلم بن سعيد بن أسلم بن زُرعة الكلابيّ.
ذكر الخبر عن سبب عزل عمر بن هبيرة سعيدَ بن عمرو الحَرَشيّ عن خراسان
ذُكر أنّ سبب ذلك كان في موجِدة وجدَها عمر على الحَرَشيّ أمر الديواشنيّ،
(١) وقد ذكر ابن كثير هذه القصة [٧/ ١٢ - ١٣ - ١٤] مختصرًا وانظر البداية والنهاية [٧/ ١٨٣].