للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة ثلاث عشرة ومئة ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]

فممَّا كان فيها من ذلك هلاك عبد الوهاب بن بُخت، وهو مع البطَّال عبد الله بأرض الرّوم؛ فذكر محمد بن عمر، عن عبد العزيز بن عمر، أن عبد الوهاب بن بُخْت غزا مع البطّال سنة ثلاث عشرة ومئة، فانهزم الناس عن البطّال وانكشفوا، فجعل عبد الوهاب يكرّ فرسه وهو يقول (١): ما رأيتُ فرسًا أجبن منه، وسَفَك الله دمي إن لم أسفك دمك، ثم ألقى بيضته عن رأسه وصاح: أنا عبد الوهاب بن بُخت؛ أمِن الجنة تفرّون! ثم تقدّم في نحور العدوّ؛ فمرّ برجل وهو يقول: واعطشاه! فقال: تقدّم؛ الرِّيُّ أمامك؛ فخالط القوم فقُتِل وقُتل فرسه.

* * * *

ومن ذلك ما كان من تفرِيق مسلمة بن عبد الملك الجيوشَ في بلاد خاقان ففتحت مدائن وحصون على يديه، وقتل منهم، وأسر وسبَى، وحرَق خلقٌ كثير من الترك أنفسَهم بالنار، ودان لمسلمة مَن كان وراء جبال بلنجر وقتل ابن خاقان (٢).

ومن ذلك غَزْوة معاوية بن هشام أرض الروم فرابط من ناحية مَرعش ثم رجع.

وفي هذه السنة صار من دُعاة بني العباس جماعة إلى خراسان، فأخذ الجنيد بن عبد الرحمن رجلًا منهم فقتله، وقال: من أصيب منهم فدمه هدرٌ (٣). [٧/ ٨٨].

[ثم دخلت سنة خمس عشرة ومئة ذكر الأخبار عما كان فيها من الأحداث]

وفي هذه السنة أصاب الناس بخُراسان قحط شديد ومجاعة، فكتب الجُنيد


(١) انظر سيرته في البداية والنهاية (٧/ ١٩٦).
(٢) انظر المنتظم (٧/ ١٥٧) والبداية والنهاية (٧/ ١٩٦).
(٣) انظر المنتظم (٧/ ١٥٧) والبداية والنهاية (٧/ ١٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>