وفيها شخص - فيما ذَكر محمّدُ بن عمرَ - مصعبُ بن الزبير إلى مكَّة فقدمها بأموال عظيمة، فقسمها في قومه وغيرهم، وقدم بدوالت كثيرة وظَهْر وأثقال، فأرسل إلى عبد الله بن صَفْوان وجُبَير بن شَيْبة، وعبد الله بن مطيع مالًا كثيرًا، ونحر بُدْنًا كثيرة (١). (٦/ ١٥٥).
[ثم دخلت سنة إحدى وسبعين ذكر ما كان فيها من الأحداث]
وكان عبد الملك - فيما قيل - لا يزال يقرب من مصعب، حتّى يبلغ بطنان حَبيب، ويخرج مصعب إلى بَاجُمَيرَا، ثم تهجُم الشتاء فيرجع كلّ واحد منهما إلى موضعه، ثم يعودان؛ فقال عديّ بن زيد بن عديّ بن الرّقاع العامليّ:
أُعِينَ بِنَا ونُصِرْنَا بِهِ ... ومن يَنْصر اللهُ لم يُغلَب
(٦/ ١٥١)
قال أبو زيد: قال أبو الحسن: فحدّثني شيخٌ من بني عرين، عن السكن بن قتَادة، قال: اقتتلوا أربعةً وعشرين يومًا، وأصيبتْ عين مالك، فضجر من الحرب، ومشت السفراء، بينهم يوسف بنُ عبد الله بن عثمان بن أبي العاص، فصالحه، على أن يُخرج خالدًا وهو آمن، فأخرج خالدًا من البصرة، وخاف ألا