للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: ثمّ أتى قتيبةُ كاشانَ مدينةَ فَرغانة، وأتاه الجنودُ الذين وجّههم إلى الشاش وقد فتحوها وحرّقوا أكثَرها، وانصرف قتيبةُ إلى مَرْوَ، وكتَب الحجاج إلى محمد بن القاسم الثقفيّ أنْ وجِّه من قِبلَكَ من أهل العراق إلى قتيبة؛ ووجِّه إليهم جَهْم بن زَحْر بن قيس، فإنه في أهل العراق خيرٌ منه في أهل الشام، وكان محمد وادًّا لجَهْم بن زَحْر، فبعث سليمان بن صَعْصَعة وجهْم بن زَحْر، فلما ودّعه جهمٌ بكى وقال: يا جَهْم، إنه للْفراق؛ قال: لا بدّ منه.

قال: وقدم على قتيبة سنة خمس وتسعين (٦/ ٤٨٣ - ٤٨٤).

ولاية عثمان بن حيّان المرّي على المدينة

وفي هذه السنة قَدِم عثمانُ بنُ حيّانَ المرّيّ المدينةَ واليًا عليها من قِبَل الوليد بنِ عبد الملك.

* ذكر الخبر عن ولايته:

قد ذكرْنا قبلُ سببَ عَزْل الوليد عمرَ بنَ عبد العزيز عن المدينة ومكّة وتأميره على المدينة عثمان بن حيّان، فزعم محمد بنُ عمر أن عثمان قدم المدينة أميرًا عليها للَيلتين بقيَتَا من شوّال سنة أربع وتسعين، فنزل بها دارَ مَرْوان وهو يقول: محلّة والله مِظعانٌ، المغرور من غرّ بك، فاستقضى أبا بكر بن حَزْم. (٦/ ٤٨٥).

قال محمد بنُ عمر: حدّثني محمد بنُ عبد الله بن أبي حُرّة، عن عمه قال: رأيتُ عثمانَ بنَ حيّانَ أخذ رِياحَ بنَ عبيد الله ومُنِقذًا العِراقيّ فحبَسَهم وعاقَبَهم، ثمّ بعث بهم في جوامع إلى الحجّاج بن يوسف، ولم يَترك بالمدينة أحدًا من أهل العراق تاجرًا ولا غيرَ تاجر، وأمر بهم أن يُخرَجوا من كلّ بلد، فرأيتُهم في الجوامع، واتبع أهل الأهواء، وأخذ هَيْصَما فقطعه، ومنحورًا - وكان من الخوارج - قال: وسمعتُه يَخطُب على المِنبَر يقول بعد حمد الله:

أيها الناس، إنا وجدناكم أهلَ غشٍّ لأمير المؤمنين في قديمِ الدّهر وحديثه، وقد ضَوَى إليكم من يَزيدُكم خَبالا، أهلُ العراق هم أهْلُ الشقاق والنفاق، هم والله عُشّ النفاق وبَيْضَته التي تفلّقتْ عنه، والله ما جرّبتُ عِراقيًّا قط إلا وجدت أفضَلهم عند نفسِه الذي يقول في آل أبي طالب ما يقول، وما هم لهم بشيعة،

<<  <  ج: ص:  >  >>