للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليلحق بهم، وأمره أن يخلّف على العراق المثنّى؛ فوافاهم في ربيع (١). (٣: ٣٩٢/ ٣٩٣).

٤٥ - كتب إليّ السريّ عن شُعيب، عن سيف، عن محمَّد، وطلحة، وعمرو، والمهلَّب، قالوا: ولما نزل المسلمون اليرمُوك، واستمدُّوا أبا بكر، قال: خالد لها. فبعث إليه وهو بالعراق، وعَزَم عليه واستحثَّه في السَّير، فنفذ خالد لذلك؛ فطلع عليهم خالد؛ وطلع باهان على الرُّوم، وقد قدَّم قدّامَه الشَّمامِسةَ، والرّهبان، والقسِّيسين؛ يُغْرونهم ويحضّونهم على القتال؛ ووافق قدوم خالد قدومَ باهان، فخرج بهم باهان كالمقتدر؛ فولي خالد قتاله، وقاتل الأمراءُ مَنْ بإزائهم؛ فهزم باهان، وتتابع الروم على الهزيمة، فاقتحموا خندقَهم؛ وتيمَّنت الروم بباهان؛ وفرح المسلمون بخالد وحَرِد المسلمون. وحَرِب المشركون وهم أربعون ومئتا ألف؛ منهم ثمانون ألف مقيَّد، وأربعون ألفًا منهم مسلسل للموت، وأربعون ألفًا مربَّطُون بالعمائم، وثمانون ألف فارس وثمانون ألف راجل، والمسلمون سبعة وعشرون ألفًا ممّن كان مقيمًا؛ إلى أن قدم عليهم خالد في تسعة آلاف؛ فصاروا ستة وثلاثين ألفًا.

ومرض أبو بكر رحمه الله في جمادى الأولى، وتُوُفِّيَ للنصف من جمادى الآخرة، قبل الفتح بعشر ليال (٢). (٣: ٣٩٢/ ٣٩٣).

خبر اليَرْموك

قال أبو جعفر: وكان أبو بكر قد سمّى لكلّ أمير من أمراء الشام كُورَةً؛ فسمَّى لأبي عُبيدة بن عبد الله بن الجرّاح حِمْص، وليزيد بن أبي سفيان دِمَشق؛ ولشُرحبيل بن حَسَنة الأردنَّ، ولعمرو بن العاصِ ولعلقمة بن مُجَزّز فِلسطين، فلمّا فرغا منها نزل علقمة وسار إلى مِصْر. فلمَّا شارفوا الشام، دهم كلَّ أمير منهم قومٌ كثير، فأجمع رأيهم أن يجتمعوا بمكان واحد، وأن يلقوْا جمعَ المشركين بجمع المسلمين.


(١) سنذكر ما ورد في فتوح الشام بعد الرواية (٣/ ٤١٧ / ٢٤٥).
(٢) سنذكر ما ورد في فتوح الشام في السنة ثلاث عشرة بعد الرواية (٣/ ٤١٧ / ٢٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>